* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
افتتح معالي الشيخ صالح الحصين رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري صباح أمس الاثنين بفندق دار الإيمان انتركونتيننتال ورش العمل الشبابية التي يشارك بها 50 شاباً وشابة من موقعين منفصلين والتي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني استعداداً لعقد اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري في المنطقة الشرقية. وقد بدأت أعمال الورش بالقرآن الكريم، ثم تحدث الشيخ الحصين إلى الجميع، حيث شكر الحضور وقال: إن الشباب هم الأكثر عدداً في مجتمعنا السعودي وهم أمل الأمة المنتظر.
وأضاف أن مركز الملك عبدالعزيز تم إنشاؤه بتوجيه من سمو ولي العهد ليحيي ويشيع ثقافة الحوار وتعود الناس عليه وعلى النقاش مع الآخر ومع أصحاب الأفكار المختلفة، وخاطب الحصين الشباب المشاركين الذين يمثلون شرائح مختلفة قائلاً: إنني أرجو أن يكون نقاشكم ودياً وأن تضعوا أفكاركم حول محاور اللقاء بعقلانية أنتم أهل لها وأن تكون آراؤكم واضحة حتى تضيفوا بعداً جديداً، مؤكداً أن الحوار هو السبيل لبلوغ الرؤى الصريحة والجريئة والواقعية.
وبعد ذلك تم عرض فيلم تعريفي عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وأهدافه.
ثم بدأت أعمال الورش التي استمرت حتى الثالثة بعد الظهر، حيث وزع المشاركون إلى مجموعات للحوار حول محاور الورش وهي المحور الأول (الشباب والمواطنة)، والمحور الثاني (الشباب والتعليم)، والمحور الثالث (الشباب والثقافة والمجتمع)، والمحور الرابع (الشباب والعمل).
وأفادت مصادر (الجزيرة) أن الحوار شهد تنوعاً في الآراء خلال حوار المشاركين الذين طرحوا أفكاراً جيدة نالت الرضا والاستحسان وأكدت على وجود وعي متنامٍ لدى الشباب الذين أبدوا نشاطاً جيداً وتفهماً واعياً في مناقشة محاور اللقاء وركز المتحاورون في المحور الأول على أسس إيجابية منها أهمية الانتماء الوطني والتمسك بالمنهج الإسلامي دون غلو وإطراء وتطبيق تعاليم الدين الحنيف.
ودعا الجميع إلى ضرورة العمل الجماعي لمحاربة البطالة بقتل وقت الفراغ عن طريق نشر المنتديات العلمية ومحاربة الأفكار الداخلية على المجتمع وأظهروا تفهماً لأبعاد غرس حب الوطن منذ الطفولة ليثمر ذلك بناء وحدة وطنية صحيحة، كما دعا المشاركين إلى تكافؤ الفرص المتاحة بين كافة الأفراد والمناطق، واستمرار مسيرة الحوار الوطني إضافة إلى دعوتهم إلى اتحاد المرجعيات الثقافية والفكرية الوطنية، مؤكدين أن ذلك من أسباب ضبط أفكار الشباب وسلامتهم من مظاهر الانحراف.
وفي المحور الثاني أكد الجميع أن همهم يتركز في مجال التعليم على ضرورة تسهيل القبول في مراحل التعليم العالي، واستحداث تخصصات تلبي حاجة السوق الفعلية وتوفير معاهد مهنية وتخصصية لإعداد الطلاب والطالبات، مؤكدين على ضرورة تطوير المناهج الدراسية وتوفير الوسائل التعليمية التطبيقية.
وحول محور الشباب والثقافة والمجتمع دعا المتحاورون إلى ضرورة توفر المصداقية والشفافية في المجتمع، وأبدى الجميع قلقهم من مظاهر الغزو الفكري، مؤكدين أن البطالة هي المناخ الذي يتيح ظهور الانحراف، داعين إلى القضاء عليها بالبرامج المناسبة ومنوهين باهتمامات القيادة بهذا الجانب. وحول محور الشباب والعمل دعا المشاركون إلى تفعيل برامج السعودة وبخاصة في القطاع الخاص ومطالبين هذا القطاع بتفعيل دوره بشكل أفضل لتوطين المهن ومطالبين بضرورة توفير مراكز تدريبية تعتمد برامج تلبي حاجة السوق المحلي.
|