سنحت لي الفرصة الأسبوع الماضي أن أزور معرض جيتكس 2004 المقام في مدينة دبي والذي احتفل بعامه الرابع والعشرين هذا العام وقد بات أكثر تألقاً وشمولاً، حيث يعتبر المعرض الرائد من نوعه في الشرق الأوسط لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ويشكل الحدث الأكبر والأكثر أهمية لمنتجات تقنية المعلومات في المنطقة، والقاعدة الرئيسية لتجمع نخبة من العارضين والزائرين وخبراء الكمبيوتر وتقنية المعلومات. ما شاهدته في هذا المعرض يفوق الوصف من جميع النواحي سواء التنظيمية أو من حيث عدد الشركات العارضة أو ما تم استخدامه من أحدث تقنيات ووسائل الاتصال أو الأساليب التسويقية المبتكرة التي استخدمت في عرض المنتجات في صالات العرض والتي ابتعدت عن الأساليب التقليدية في العرض. إبداع في كل شيء وهو ليس بمستغرب على الجهة المنظمة للمعرض (مركز دبي العالمي للمعارض) وهي صاحبة الخبرة في تنظيم العديد من المعارض والفعاليات في مدينة دبي. المعرض ضم في جنباته عدداً من الأنشطة والفعاليات التي اشتملت على طرح كل جديد في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط ومنتجات تقنية المعلومات والاتصالات، وأجهزة الكمبيوتر الشخصية من مكتبية ودفترية ولوحية ومفكرات وحتى أجهزة الهاتف الذكية. كذلك تنافست الشركات العارضة في تقديم حلول جديدة ومبتكرة للكثير من المشاكل التي تواجه قطاع الحوسبة في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، وتوفير عدد كبير من البرامج العربية الجديدة، وطرح برامج جديدة تتعلق ببرمجيات تخطيط موارد الشركات. كذلك تم طرح العديد من الحلول المثيرة الجديدة في مجال تدقيق الهوية مثل نظام التعرف عن طريق بؤرة العين وبصمات الأصابع وغيرها من الأنظمة المتقدمة وحلول خاصة بأمن الشبكات الجديدة والمتطورة، وحلول التعليم الإلكتروني والحكومة الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت.
أعجبت كثيراً بطريقة اللجنة المنظمة في ترتيب صالات العرض في المعرض والتي سهلت كثيراً على الزائر الوصول إلى مراده بدون عناء وبطريقة جيدة اختصاراً للوقت، فالمعرض كان بمثابة ثلاثة معارض في معرض واحد، حيث تم تقسيمه إلى ثلاث أقسام رئيسية متميزة تشمل الأجهزة والبرامج وشبكات الاتصال، وهذا سهل على الزائر التوجه مباشرة إلى الجناح الذي يرغبه بدلا من التجول بكامل المعرض والذي يحتاج إلى أيام لتغطيته. إضافة إلى ذلك أحسنت اللجنة المنظمة صنعاً بإقامة معرض مصاحب لهذا المعرض مختص ببيع المنتجات والخدمات المقدمة في المعرض وذلك بموقع آخر بعيد عن الموقع الرئيسي للمعرض وذلك تفادياً لحدوث زحمة وتداخل بين العرض والبيع. تم توفير جميع أنواع الخدمات المتقدمة لخدمة الزوار والعارضين مثل خدمات مصرفية ومركز لخدمة رجال الأعمال إضافة إلى استراحات في أكثر من موقع لتناول المرطبات وقاعات للاجتماعات ومساحات كبيرة جداً لوقوف السيارات وأماكن لأداء الصلاة.
توقفت كثيراً عند الجناح الخاص بحكومة وشرطة دبي والذي عرض به أحدث ما يمكن تقديمه من خدمات إلكترونية للمواطنين والمقيمين في الإمارات وأمنيت نفسي أن تزول في بلدنا كل العوائق لنحصل على كل خدماتنا إلكترونياً وأن يتم تفعيل وتطبيق الحكومة الإلكترونية بأسرع وقت. كذلك لفت انتباهي جناح شركة اتصالات الإماراتية والكم الهائل من الخدمات التي تقدمها لعملائها وتساءلت في نفسي إن كانت شركة اتصالات الإماراتية تنوي طرح هذه الخدمات في السوق السعودي عند تشغيلها لخدمة الهاتف المحمول في شهر مارس 2005م فإن شركة الاتصالات السعودية ستتعرض بشكل جدي للعديد من التحديات!!! في نهاية المعرض صرحت اللجنة المنظمة بأن عدد زوار المعرض قد بلغ 114000 زائر بزيادة تبلغ 34% زائر عن العام السابق ويمثل 55% من الزائرين من خارج دولة الإمارات. هذا العدد الكبير جداً سبب أزمة سكن حقيقية في مدينة دبي فمعظم الفنادق قد تم حجزها مسبقاً وكذلك الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من دبي خلال فترة المعرض. يعجبني بعد نظر حكومة دبي باهتمامها بتنظيم مثل هذه المعارض في دبي وتوفير كافة السبل الكفيلة بإنجاحها فهي تخطط لما هو أبعد بكثير من تنظيم معارض واستضافة الزوار.
* كاتب ومستشار تسويق
| 
"الاقتصادية"