أسبوعان مرَّا على العمليات الإرهابية الانتقامية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة دون أن تظهر بوادر لوقف هذه العمليات التي تحظى بالدعم والمساندة والحماية الأمريكية التي تمثَّلت في منع الأسرة الدولية من وقف العدوان باستعمال (سلاح الفيتو) لحماية الإرهاب الإسرائيلي المنظَّم من العقاب الدولي. وهذا ما دفع جنرال الإرهاب للتمادي في الإرهاب وتوسيع الأعمال الإرهابية العسكرية مع تزايد تأييد جنرالات عسكر إسرائيل الذين كانوا يعارضون أصلاً الانسحاب من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة.
وتذكر صحيفة هآرتس في عدد أمس الاثنين أن حملة الإرهاب الإسرائيلية التي يُطلق عليها الصهاينة (حملة أيام التوبة) ستتواصل من دون تغيير، رغم أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي وقيادة منطقة الجنوب العسكرية ترى أن العملية استنفدت أهدافها، وأن الاستمرار في العمليات العسكرية يشكِّل خطراً على الجنود جرَّاء المكوث المتواصل في جباليا؛ حيث الازدحام السكاني شديد، إضافة إلى أن جنرالات الإرهاب الإسرائيلي يهدفون من إعادة انتشار فرق الإرهاب العسكرية ونقلها من مخيم جباليا إلى مناطق أخرى إلى القيام بعمليات إرهابية عسكرية في مناطق أخرى بزعم وقف عمليات إطلاق صواريخ القسام من قِبَل المنظمات الفلسطينية.
ونقلت هآرتس عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها: إن رئيس هيئة أركان عسكر إسرائيل موشيه يعلون يشارك قيادته الرأي بخصوص إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع.
الصحيفة تذكر أن اقتراحات عسكر إسرائيل عُرضت مرَّتين على شارون، لكنه لم يوافق على تبنِّيها، وأصدر أوامره في نهاية الأمر لعصابات القتل الإسرائيلي بمواصلة الحملة الإرهابية الحالية ومواصلة الضغط على الفلسطينيين في جباليا، مع التأهب لتنفيذ عمليات انتقام إرهابية في مناطق أخرى في قطاع غزة.
وفي خضم هذا الجدل يستمر جيش الاحتلال الصهيوني في ارتكاب جرائم وفظاعات في شمال قطاع غزة، رافعاً عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحملة في التاسع والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي حتى صبيحة أمس الاثنين إلى 118 شهيداً، وأكثر من 460 مصاباً، جلُّهم من المدنيين الفلسطينيين، خاصة من الأطفال، استهدفوا جميعاً بقذائف مسمارية انشطارية وبصواريخ الاحتلال وبالرصاص المتفجِّر، حسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية وصلت (الجزيرة) نسخة منها.
|