Tuesday 12th October,200411702العددالثلاثاء 28 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

زين العابدين يدشِّن حملة الانتخابات بعرض برنامجه زين العابدين يدشِّن حملة الانتخابات بعرض برنامجه
تقرير المساواة وتفعيل حقوق المرأة واعتماد الإصلاح كخيار ثابت

* تونس - الجزيرة:
بدأت حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس أمس التي دشَّنها الرئيس زين العابدين بن علي المرشح لانتخابات الرئاسة بخطاب أكَّد فيه التمسك بمشروع الإصلاح والتحديث.
وأكد أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية ليوم 24 أكتوبر فرصة متميزة للتعريف بالبرامج الانتخابية للأحزاب وتوجهاتها وخياراتها، وهي فرصة للعمل وكسب المزيد من الأنصار في ظل المناخ الديمقراطي التعددي الذي حرصنا على إرسائه وتعزيزه بضمان تعدُّد الترشيحات لرئاسة الجمهورية، وترسيخ تعدد الألوان السياسية في مجلس النواب.
وأضاف أن الانتخابات التي وفَّرنا لها كافة ضمانات الشفافية والنزاهة، وأتحنا الإمكانية لكل مَن يرغب في متابعتها من البلدان الشقيقة والصديقة ليواكب مختلف مراحلها، هذه الانتخابات ستوفر المجال مجدداً أمام الجميع للتعامل الحضاري الراقي في كنف مبادئ السلوك الديمقراطي.
وعرض الرئيس زين العابدين برنامجه الانتخابي مؤكداً أنه برنامج للجميع؛ لأنه برنامج لجودة الحياة والرفاهة، برنامج لتعزيز المساواة وتفعيل حقوق المرأة، برنامج للشباب والطفولة، برنامج لجميع الفئات، إنه برنامج يعزز الطبقة الوسطى ومكاسبها، ويدعم الفئات ذات الاحتياجات الخاصة، وهو برنامج لأبناء تونس وبناتها بالخارج، فيه مكانة فضلى لكل قيمنا السامية، قيم العمل والتضامن والاعتدال والتسامح.
إن هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية تأتي وتونس في مرحلة تؤهلها بكل جدارة للحاق بركب الدول المتقدمة والاقتصاديات الحديثة، وإن مكاسبنا وإنجازاتنا وكل مؤشرات التطور تدعم تفاؤلنا وتقوي عزمنا على تحقيق ذلك الهدف السامي، هدف اللحاق بالدول المتقدمة من أجل شعبنا، من أجل عزة الوطن ورخاء أجياله الحاضرة والمقبلة.
وقال: إنه يطرح اليوم برنامجاً لتونس الغد، وبهذا البرنامج بمحاوره الواحد والعشرين نفتح عهداً متجدداً من الإنجاز والعمل، نفتح لتونس آفاقاً جديدة، ونضع بهذه المحاور إحدى وعشرين لبنة في بناء المرحلة المقبلة حتى تكون مرحلة حاسمة في إعداد تونس المستقبل.
إننا نعتبر التشغيل أولويتنا الدائمة، لذلك وضعنا في برنامجنا الآليات لدعمه والإجراءات لتحفيزه، وحرصنا على تشجيع المبادرة الفردية والعمل اللامادي، وتشخيص المهن المستحدثة، والحفاظ على المهارات التقليدية.
وشدَّد زين العابدين على أن المرأة في تونس اليوم شريك كامل في المجتمع، متكافئة مع الرجل، تتحمل المسؤوليات في الحياة العامة، وتسهم في العمل التنموي وفي مختلف مجالات الإبداع والابتكار والإنتاج الثقافي، ونشر قيمنا الحضارية. إذ سجَّل حضورها السياسي نسباً متميزة حيث بلغت 11.5% في مجلس النواب، و20.6% في المجالس البلدية، و16% في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، فهي اليوم حاضرة في كل الميادين المهنية والاجتماعية بما يجسم بكل وضوح مدى تقدم أوضاع المرأة التونسية؛ حيث ناهزت نسبتها 50% في التعليم الأساسي والثانوي، و42% في المهن الطبية، و40% من مدرِّسي التعليم العالي. وهي تمثل اليوم نسبة 32% من المهندسين، و31% من المحامين، و27% من القضاة.وسنعمل على مواصلة تعزيز حضورها في كافة قطاعات الاقتصاد ومجالات الحياة العامة، وكذلك في الوظائف العليا ومواقع القرار والمسؤولية، حتى نمكن المرأة من فرص أكبر للتوفيق بين الحياة الأسرية والحياة المهنية. وقد أقررنا للأم في برنامجنا الانتخابي نظاماً خاصاً يتيح لها حسب رغبتها العمل نصف الوقت مقابل الثلثين من الأجر، مع الحفاظ على حقوقها كاملة في التقاعد والحيطة الاجتماعية، إلى جانب تعزيز الظروف المحيطة بنشاط المرأة وبحياتها العائلية في مختلف أوجهها.
وإذ أَوْلَيْنَا الشباب مكانةً رفيعةً فإننا نؤمن بأن بناء المستقبل أساسه الشباب، وحرصنا دائماً على الإصغاء إلى مشاغله، ونظمنا الاستشارات الوطنية الدورية الخاصة به، وجعلنا الشباب محوراً أساسياً لكل سياساتنا، ودعمنا مشاركته في الحياة العامة وحضوره في مؤسسات الجمهورية ومختلف الهياكل، وفي نسيج المجتمع المدني.
إنه خيارنا، وسنواصل العمل على نفس النهج؛ تحسيناً لأوضاع الشباب في كل المجالات، وسنركِّز العمل على إنجاز بنية أساسية متجددة للشباب في كل الولايات، لذلك أدرجنا في برنامجنا الترفيع في ميزانية الثقافة والشباب والترفيه؛ لتبلغ 1.5% من ميزانية الدولة سنة 2009م، وتخصيص 50% من الزيادة لتمويل مشاريع البنية الأساسية المخصصة لأنشطة الشباب.
إن التونسيين بالخارج تواصل حضاري لتونس وسند للتنمية، وقد أوليناهم كل العناية، نتابع مشاغلهم وأوضاعهم، ونعمل على حماية حقوقهم في بلدان الإقامة، وندعمها في التشريع وفي الممارسة، ونطور باستمرار قنوات التواصل معهم، وبرامج تدريس الثقافة الوطنية واللغة العربية الموجهة إليهم، ونشجع نشاطهم الجمعياتي، ونتفاعل مع إنجازاتهم وأعمالهم الإبداعية وإنتاجهم الثقافي.
وشدَّد الرئيس على أن الإصلاح خيار ثابت منذ فجر التغيير، وانطلقنا في ذلك من إيمان راسخ بمبادئ الديمقراطية والتعددية، وبالحريات وحقوق الإنسان والتضامن والتسامح والاعتدال والوسطية، إيمان جذوره ثابته في مقومات شخصيتنا الوطنية وفي تجربة بلادنا التاريخية، ولئن كان فكرنا الإصلاحي تونسياً وأرضيته متكاملة العناصر، فإننا استفدنا من تجارب غيرنا، وأخذنا العبرة من نكسات بعضها، وكنا ثابتين على خيارنا في كل مرحلة وجسمناه في كل إصلاحاتنا، وآخرها الإصلاح الدستوري الذي عرضناه على الاستفتاء، وأجمع عليه إطاراً للبناء الجمهوري والمسار الديمقراطي المستقبلي، ومرجعاً للقيم التي نؤمن بها جميعاً.
وقد توالت مبادراتنا منذ التغيير سواء بتنقيح الدستور أو تعديل المجلة الانتخابية ومختلف التشريعات المنظمة للحياة السياسية حتى نكرس خيارنا الديمقراطي في الواقع اليوم، ونرسخ التعددية في مؤسساتنا الدستورية، وشجعنا الأحزاب على المشاركة ودعمناها ودعمنا صحافتها ومكَّنَّاها من الحصول على مقاعد في مجلس النواب، وهو ما لم يكن متاحاً لولا مبادرتنا.
ونحن اليوم نتقدم بثبات، ولن نتوقف، وستكون الفترة القادمة مرحلة جديدة لخطوات أخرى، سنعمل فيها على تعزيز المكاسب الديمقراطية وإثراء الإنجازات من خلال دعم إسهام الأحزاب السياسية في التقدم بالمسار التعددي.
كما سنعمل من خلال هذا البرنامج على توسيع صلاحيات الجهات في ضبط الأولويات التنموية وتصور البرامج الجهوية، خاصة في مجالات التشغيل ودفع المبادرة والرفع من نسق إحداث المؤسسات فيها.
وقد أقررنا وضع جيل أول من عقود البرامج القطاعية بين الدولة والمجالس الجهوية، بالإضافة إلى إحالة موارد من الميزانية إلى الجهات للاضطلاع بمهامها الجديدة، كما أقررنا برنامجاً خاصاً لتحفيز الإطارات المركزية والكفاءات العالية على العمل في الجهات.إننا سنواصل العمل من أجل تشجيع التعددية في المشهد الإعلامي بمزيد من دعم صحافة الأحزاب، وتوسيع الفضاءات الحوارية، ودفع المبادرة الخاصة في قطاع الإعلام، وتحسين ظروف العمل الصحفي وأوضاع الصحفيين في ضوء تطور هذا القطاع. كما سنعمل على تحقيق نقلة جديدة للمجتمع المدني عبر مزيد من الدفع للحياة الجمعياتية، وتسهيلات أكبر أمام النسيج الجمعياتي.
لتونس الحداثة نعمل ونثابر، وموعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 24 أكتوبر الجاري موعد نجدِّد فيه العزم على مواصلة الإنجاز ودعم المكاسب على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.في ظل مبادئ الجمهورية وقِيمها نعمِّق الممارسة الديمقراطية، ونزيد التعددية رسوخاً في مختلف أوجه العمل السياسي، ونعزِّز حقوق الإنسان، ونوسِّع دائرة الحريات العامة والفردية، لكسب رهانات القرن الجديد، ورفع تحديات العولمة، وتحقيق الإضافة إلى النجاحات والنتائج التي أحرزتها بلادنا في كل المستويات. نجدِّد العهد لمواصلة مسيرة بلد صاعد يتقدَّم. إننا نصغي إلى شعبنا ونتجاوب مع طموحاته، وبرنامجنا لتونس الغد استجابة لمشاغله ولحاجيات مختلف فئاته.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved