في هذا اليوم المبارك ينعقد مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة ممثلا فيه أكثر من ثلاث وثلاثين دولة على صعيد العقيدة السماوية الخالدة.. ولم يلاق القائمون على التحضير لهذا المؤتمر العتيد مثلما لاقى غيرهم للتحضير للمؤتمرات الاسلامية السابقة بسبب تمنع بعض الدول الاسلامة للانضمام الى انعقاده.. حيث كانت تتجاذب بعض الدول والشعوب الاسلامية في الماضي أغراض وميول متضاربة..!! وكان لأطماع بعض الدول الأجنبية نفوذ عميق وتأثير بالغ في تغيير وجهات نظر بعض المتربعين على قمة السلطة في الدول العربية والإسلامية لدرجة ان قسماً من وفود الدول ممن استطاعوا التغلب على مقاومة المساعي الهادفة الى رفض المشاركة في التمثيل والعمل على مقارعة هذا التكتل الدولي للأمة الاسلامية في الخارج عملوا على التسلل الى قاعات المؤتمرات لا للاسهام، ولكن لمحاولة افشال نتائجه. تلك الظاهرة زالت بزوال ركائز الأنظمة المنحازة الى تيار الضلال.
واليوم تلتقي الوفود في جدة وقد امتلأت نفوسهم رغبة إلى هذا اللقاء مدفوعين بتوجيهات صادقة من دولهم ومحبة عميقة لاخوانهم في العالم والذين يبلغ عددهم سبعمائة مليون مسلم.
فقد لمسوا وضوح الأغراض التي تجتاج بلادهم وتستهدف زعزعة كيانات أممهم، والرغبة في اقتطاع أجزاء من بلادهم وغرس العداوة والضغائن لاقامة الاقتتال بين أبناء شعوبهم.
شاهدوا كيف اجتاحت المخططات الشريرة باكستان والتقت على تنفيذها الدول العظمى ذات المطامع المادية منها والمعنوية رغم اختلاف مذاهبهم السياسية، وقد أكدت الأحداث أن تلك الدول لا تملي غطرستها إلا على الذين لا يستطيعون الصمود أمام العدوان.. فهم يختلفون في المذاهب النظرية غير أن مصالحهم الواقعية تتلاحم.. وعندئذ يبقى أولئك البسطاء من الناس ينحازون هنا وهناك في تناحر بسبب اختلاف الشعارات والمبادئ الخيالية في تشتت وضياع.
إن لقاء ممثلي الدول الإسلامية في جدة حصيلة خيرة لتجارب طويلة تخللها صراعات قاسية مع معاول الهدم وعملاء التفرقة وتجار الحروب الأهلية.
لقد تصدى جلالة الفيصل المعظم للدعوة لهذا التكتل الإسلامي منذ سنين وعورضت دعوته أشد المعارضة من أقرب الناس لأمتنا رغم أن بطانتها الخير وتحريم إراقة الدماء وردم عوامل العدوان وتصفية ومعالجة أمراض المجتمعات الإنسانية وتخليصها من شوائب الخلافات وأسباب الانحرافات.
والآن وقد تدعمت هذه الدعوة واستجيبت النداءات المخلصة لها.. فقد أرست بذلك صياحات النفاق والتضليل.. فحيا الله وفود أمتنا الاسلامية لهذا المؤتمر، وحقق على يدي العاملين فيه نتائج أفضل، وسحقاً للمناوئين.. وصدق الله العظيم {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}.
|