في مثل هذا اليوم من عام 1975 تزوج الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون من الفتاة التي التقى بها أثناء دراسته في جامعة ييل الأمريكية هيلاري رودهام وحملت اسمه بعد ذلك لتصبح سيدة أمريكا الأولى هيلاري كلينتون.
وينظر الأمريكيون إلى الزوجين كلينتون باعتبارهما نموذجاً رائعاً للثقافة الأمريكية بشكل عام خاصة وأن هيلاري كانت واحدة من أبزر السيدات اللائي سكن البيت الأبيض حيث حرصت على لعب دور سياسي وعدم الاكتفاء بلقب قرينة رئيس الولايات المتحدة وهو ما دفعها بعد ذلك إلى ترشيح نفسها لمجلس الشيوخ الأمريكي والفوز بالمقعد لتصبح حالياً السيناتور هيلاري كلينتون والمرشحة بقوة لكي تكون أول سيدة تصبح رئيسة للولايات المتحدة.
ولد بيل كلينتون عام (1950)، التحق بجامعة جورج تاون ليدرس العلاقات الخارجية ويسافر إلى إنجلترا ليدرس في جامعة أوكسفورد المرموقة بفضل تفوقه العلمي رغم الفقر الشديد لأسرته.
وبعد عودته عمل لسنوات قليلة أستاذاً للقانون في جامعة أركنساس الأمريكية. وفي عام 1974 خاض انتخابات مجلس النواب أمام عضو الكونجرس جون بول هامرشميدت ولكنه خسرها بفارق تسعة آلاف صوت. ولكنه لم ييأس وتمكن من الفوز فيما بعد بمنصب حاكم ولاية أركانسو عام (1978). ولم يستمر في هذا المنصب سوى عامين حيث أطاح به منافسه الجمهوري فرانك وايت عام (1980).
وقد استوعب كلينتون الدرس جيداً ووجد أنه لا يكفي أن يكون سياسياً جيداً ولا حاكماً ناجحاً حتى يضمن الفوز في الانتخابات فبدأ في إقامة شبكة علاقات جيدة مع جماعات المصالح السياسية والاقتصادية انتظاراً لجولة ثانية.
وكانت الجولة الثانية والمصيرية بالنسبة له هي انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وفي عام 1992 رشح نفسه للرئاسة أمام الرئيس الجمهوري في ذلك الوقت جورج بوش الأب. وتمكن كلينتون بالفعل من الإطاحة به ليبقى في البيت الأبيض ثماني سنوات حتى عام 2000 ليخلفه الرئيس الحالي جورج بوش الابن.
والحقيقة أن الحياة الزوجية للزوجين بيل وهيلاري تعرضت لعواصف شديدة كان أبرزها فضيحة العلاقة العاطفية بين الرئيس والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي التي كادت تطيح به من البيت الأبيض قبل أن يكمل فترته الرئاسية الثانية. وكذلك فضائح عديدة نسائية في أغلبها أثناء وجوده في منصب حاكم ولاية أركانسو.
ولكن هيلاري كلينتون السيدة العملية التي لا تسمح لمثل هذه الأمور (التافهة) أن تؤثر على طموحها العملي والسياسي، تجاوزت عن هذه الفضائح وتغلبت شهوة السلطة والنجاح لديها على غريزة المرأة التي لا تغفر الخيانة للرجل مهما تكن الظروف. وبالفعل فقد ساندت هيلاري كلينتون زوجها خلال أزمة مونيكا وحافظت على الكيان الأسري الذي كان مثار إعجاب الشعب الأمريكي.
|