تعقيباً على ما نشر في صفحة المحليات في عدد الجزيرة (11693) ليوم الأحد الموافق 19-8-1425هـ حول انفاق 8 مليارات للتعليم الفني خلال الخمس سنوات المقبلة والذي أشار فيه معالي محافظ المؤسسة د. الغفيص إلى تنفيذ مشاريع لوحدات المؤسسة تقدر بمليارين.. ونحن نتساءل كيف يكتب لهذه المشاريع النجاح دونما الاهتمام بمعلمي ومدربي المؤسسة واعطائهم حقوقهم التي تكفل لهم العطاء والإنتاجية لمواكبة هذا النجاح.
** في العام الماضي استقرأنا ميزانية المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني فألفيناها مليارا واحدا فقط..!! وفي هذا العام تفاجأنا برصيد ميزانية تقدر بمليارين.. ولا يخفى علينا حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على هذه المؤسسة ودعمها مادياً ومعنوياً.. ذلك أن بلادنا لا تقوم إلا على سواعد شابة تملك كفاءة عالية فعمدت الحكومة - حفظها الله - إلى توفير كافة المتطلبات الفنية.. والكفاءات التعليمية!!
فهذا سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يخصص من فائض الميزانية الشيء الكبير!! ولكن لازلنا نتساءل.. ترى لم وصلت الميزانية إلى هذا الحد دونما إنتاجية تذكر!؟ أين أولئك الطلاب الذين تخرجوا وتقلدوا مناصب التوظيف منذ إنشاء المؤسسة!؟ ليست أدرى بحق.. فمن يدري؟.. والذي أحسه بحق واستشفه من داخل وحدات المؤسسة العامة كاملة من كليات ومعاهد ومراكز تدريب - ومن أفواه المعلمين - ان ليس هناك من دوافع تدفعهم إلى العطاء والإنتاجية.
ولنلقي نظرة بسيطة وفاحصة في الإدارة السابقة.. فلقد كان هناك معلمون يحظون في ذلك الوقت بدوافع الاستحقاق من المستويات والتي من حق المعلم!! غير انه في الإدارة الحالية نجد أن معظم المعلمين التربويين وخاصة منهم النظريين كاللغة العربية على سبيل المثال حيث لم ينالوا استحقاقهم من الخامس.
ولازالت هناك.. ردة فعل غاضبة من قبل معلمي وحدات هذه المؤسسة.. تتمثل في تجاهلهم.. فالكل يندد ويرد بقوله وعلى محيّاه امتعاضة مشبوبة بالاستياء: (كيف يحصل المتعاقد على المستوى الخامس، والمعلم الوطني في كل عام يتغنى - عنوة وقسراً - بمستواه الثالث والذي بحق ليس من حقه..) ولقد قالها علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ما رأيت نعمة موفورة، إلا وإلى جانبها حق مضيّع).
مفارقات بين معلمي المواد
التطبيقية والنظرية
* لعل الغريب في ذلك اننا نجد معلما، (بكالوريوس غير تربوي) عيّن حديثا على استحقاقه في المستوى الرابع وعلى النقيض من ذلك نجد معلما (بكالوريوس تربوي) عيّن على المستوى الثالث قبل ثلاث أو أربع سنوات ولا يزال على نفس مستواه الثالث بينما استحقاقه المستوى الخامس.
** ما الفرق بين معلمي التطبيقي والنظري طالما ان مهمتهم تصب في بوتقة واحدة هي مصلحة الوطن والمواطن علما بأن معظم معلمي النظري تربويون..
كما ان من العجب ان نجد في المؤسسة معلم الدبلوم والذي يملك شهادة كلية تقنية على المستوى الثالث وآخر بكالوريوس تربوي على نفس المستوى.. فهل هذا يعني ان شهادة الدبلوم تعادل بكالوريوس في أنظمة ديوان الخدمة المدنية!؟
أليس من الاجحاف أن يظل المعلم على هذه الحال لسنوات طوال وهو مستحق للمستوى الخامس!؟ سؤال أطرحه على المسؤولين في المؤسسة وأدعوهم لأن يستحضروا وهم يستعرضون هذه المفارقات إلى أن بعض المعلمين انتقلوا من وزارة المعارف إلى المؤسسة طمعاً في نيل المستويات المستحقة.. ونجدهم بمنأى منها ولم يحظوا بها ربما (لحاجة في نفس يعقوب)!! علماً بأنهم ضحوا بأماكن قريبة من ذويهم في الوزارة.
بل الأدهى من ذلك وأمرّ.. اننا نجدهم قد عيّنوا في المؤسسة في أماكن نائية.. ولم يحظوا بمقربة ذويهم!! ولعل هذه السلبية والتي تسجل في حق المؤسسة بينما على النقيض من ذلك نجد الوزارة تسجل هذه النقطة معكوسة في صالحها كإيجابية ولتسعى بقدر الإمكان لاراحة معلميها لتضمن بذلك إنتاجية وجهدا تحققها راحة المعلم بأي حال من الأحوال!!
ولأبوح لكم (حقيقة) لا خيالاً.. قمت بزيارة خاطفة لبعض وحدات المؤسسة فألقيت من يعمل في مجال الصيانة في معظم وحدات المؤسسة من الأجانب!!
وهنا نتساءل بحرقة.. أين شبابنا!؟ ترى ما المشكلة؟ هل لنا أن نقول: بأن المشكلة تتلخص في انعدام ثقة المؤسسة فيهم؟ قد يكون كذلك!!
واعذروني بحق إذا أبحت عن مكنون السر في تباين المستويات فيما بين المتعاقد والمعلم الوطني إذ يكمن الهدف في ذلك من تعيين المتعاقد على المستوى الخامس ذلك انه يحصل على مرتب أقل من المعلم الوطني على الخامس!! أي جهد وعطاء سيقدمه المعلمون وهم يقفون أمام عقبة كؤود!!
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
|