يشعر المتتبع لأنشطة ومهام اللجان الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم ببعد النظر والحكمة التي تتمتع بها قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين ومدى حرصهم ليل نهار على تلبية احتياجات الوطن والمواطن وأن تشمل هذه العناية والرعاية مختلف شرائح المجتمع. والتي كان من ضمنها الاهتمام بالسجناء والمفرج عنهم وأسرهم. ومن خلال الأعمال التي نفذتها اللجنة الوطنية الفرعية بالمنطقة نجدها تبشر بكل ما من شأنه إحداث تطور شامل ذي مردود جيد على المجتمع بأسره فما من شك أن الأفكار والبرامج الإصلاحية التي ستقوم اللجنة بها من خلال المفكرين والأخصائيين الاجتماعيين النفسيين سيكون لها أثرها البالغ إن شاء الله في تغيير الكثير من المفاهيم سواء لدى السجناء بملء أوقات داخل السجون بالبرامج الثقافية والمهنية التي تعود عليهم بالنفع وكذلك إرشادهم إلى ما يجنبهم الوقوع في الجريمة وحثهم على عدم العودة لها أو لدى المجتمع بتهيئته لتقبل السجناء وعدم النفور منهم وكذلك التنسيق مع رجال المال والأعمال وأصحاب المؤسسات لإتاحة فرص العمل لكل سجين بحسب ما لديه من مؤهل وما يجيده من مهنة لكي يتمكن من ملء فراغه بما يعود عليه بالفائدة وما يحقق لأسرته لقمة العيش الشريف. ثم يأتي الجانب الثالث: والذي لا يقل أهمية عن الاعتناء بالسجين أو المفرج عنه وهو جانب أسرة السجين أو المفرج عنه فما من شك أن غياب رب الأسرة أو بقاءه دون عمل بعد خروجه من السجن له آثاره السلبية البالغة على الأسرة حيث قد تصل إلى حد ترك أبنائه للدراسة أو تفككها أو تعرض البعض من أفرادها للانحراف. ومن هذا المنطلق نقدر عظم المسؤولية التي تضطلع بها هذه اللجنة والتي لا يمكن لها أن تحققها إلا في ظل تعاون جميع أفراد المجتمع وبالذات الموسرين فهذه اللجنة تضم حالياً عدداً من المسؤولين وترحب بانضمام كل من يجد لديه الاستعداد لخدمة أهدافها سواء بجهده أو بماله وأملنا في مجتمعنا كبير بما هو معهود فيه من التلاحم والتكافل بأن يقدم المساعدة للسجناء والمفرج عنهم وأسرهم.
(*) رئيس اللجنة الفرعية لرعاية السجناء والمفرج عنهم |