لم أفاجأ عندما طلبت الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى مقعداً دائماً في مجلس الأمن .. منذ زمن بعيد وأنا أنتظر مثل هذه الخطوة من الجماهيرية ، استغرب أن تتأخر ليبيا ثلاثين سنة عن طلب مقعد دائم في مجلس الأمن ، كان من المفروض أن تتقدم لطلب هذا المقعد في نفس اليوم الذي صدر فيه الكتاب الأخضر ، حتى يتسق تاريخ إصدار الكتاب العظيم مع تاريخ تغيير الوضع التعس والمنحاز للأمم المتحدة .. مجلس الأمن في حاجة إلى قوة ثورية بحجم ليبيا ، فإذا كان الناس يعيشون صراع الحضارات فمن باب الأولى أن ننتبه إلى مسألة مخفية لم نولها أهمية كبرى وهي صراع النظريات ، تحتل النظرية الأولى وهي الرأسمالية ثلاثة مقاعد في مجلس الأمن ، وتحتل النظرية الثانية وهي الشيوعية مقعدين في ظل غياب غير مبرر للنظرية الثالثة التي تضمنها الكتاب الأخضر.
من الواضح أن السيد كوفي عنان لم يقرأ الكتاب الأخضر ولم يطلع على محتوياته ، غاب عنه أن العالم لا يعيش نظريتين بل ثلاث نظريات أساسية ،ومن باب الأمانة ومن باب نقد الذات يمكن أن أقول إن الأمتين العربية والإسلامية تتحملان جزءا كبيرا من مسؤولية تغييب النظرية الثالثة عن أنظار العالم ، طبعاً لا يعني هذا إخلاء الجماهيرية من المسؤولية ، فالمسؤولية مشتركة بين العالم الإسلامي وبين الجماهيرية بشكل متساو ، على كل حال أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبداً ، خصوصاً أن طلب الجماهيرية لهذا المقعد جاء في الوقت الذي تقدمت فيه بعض الدول للحصول على مقعد رغم عدم امتلاك هذه الدول لنظرية ، ما الذي يمكن أن تقدمه اليابان أو ألمانيا أو الهند أو غيرها من الدول في مجلس في ظل عدم امتلاكها لنظرية أو كتابا أخضر ؟
يرى كثير من المفكرين في الجامعات أن سبب البلاء الذي حاق ومازال يحيق بالعالم ، هو إعراض الناس عن تدبر الكتاب الأخضر الذي يضم بين غلافيه النظرية الثالثة التي سوف تخلص العالم من الشرور وخاصة شرور النظريتين الرأسمالية والشيوعية ، لم تبخل الجماهيرية حيث جندت عددا كبيراً من الأكاديميين لشرح النظرية الثالثة ، وتوضيح ما أشكل منها على الشباب حتى لا يكون لأي أحد عذر ، ونظرية الكتاب الأخضر لإدارة العالم يطلق عليها (الآن) النظرية الثالثة مجازا.
فمع سقوط الشيوعية وزوالها أصبح الكتاب الأخضر يمثل النظرية الثانية ، وإذا صدق توقع منظري أحلام اليقظة في القنوات الفضائية حول سقوط أمريكا كما سقط الاتحاد السوفيتي ، فهذا يعني تقدُّم نظرية الكتاب الأخضر إلى المرتبة الأولى وقيادة العالم لتحقيق العدالة والرفاه والبنين .
لا أعتقد أن هناك مشكلة في صرف مقعد لليبيا في مجلس الأمن ، فليبيا على استعداد لدفع تكاليف تنجيده وتطريزه ، المشكلة من يضمن سلامة المقعد في نيويورك إلا إذا اتفق مبدئيا أن يبقى المقعد في ليبيا ، ويحضره معه الوفد الليبي كلما تقرر استعمال حق الفيتو .. على أن يجلس الوفد الليبي الدائم في الأمم المتحدة على رصات كراتين الكتاب الأخضر .
يوم الأربعاء سوف نطلع على قصة كرتون من كراتين الكتاب الأخضر
فاكس 4702164
|