بدلا من أن تنشغل وزارة الصحة في دراسة تطوير مراكز الأحياء التي أصبحت في كثير من المناطق مقصورة على معالجة الخدم والشغالات (!!).
أو تطوير مستشفياتها لكي تزداد سعتها السريرية والعياداتية وتتقلص مدد المواعيد الطويلة جداً التي يضطر الموسر معها إلى المستشفيات الفندقية مع علمه بأن الخدمة الطبية في المستشفى الحكومي أكثر أماناً لكنه مرغم على المسارعة بالكشف خوف استفحال أمراضه من جراء المواعيد البعيدة.. بدلاً من أن تنشغل بهذا وغيره كثير مما لو سمحت لنفسي بالحديث عنه لما انتهيت لكني مصابة بغير قليل من الدهشة وهذه (غير قليل) تناسب خطوة وزارة الصحة بدلاً من أن تنشغل بتطوير واقعها ومواضع القصور فيه إلا أنها تنشغل كما نشرت الصحف مؤخراً بدراسة مشروع إقامة مستشفيات نسائية 100%!! يبدو أن مسلسل ممنوع دخول العائلات والرجال انتقل إلى وزارة الصحة أيضاً.. وهو ما كان يستبعده الكثيرون.
** ولا ندري ما هي مسوغات هذه الدراسة هل هو مثلاً دراسة جدوى اقتصادية أو اجتماعية أو كلاهما أو صحية.. هل هذه الدراسة ناتجة عن رغبة 99% من سكان المملكة النساء لأن القضية لا تعني الرجال فالمفترض أن يستفتى النساء فيها ولا ينوب أحد عنهن فهذه صحتهن وأرواحهن وأجسادهن..
كنا نتمنى لو تحدثت الوزارة عن مسوغات الدراسة قبل نشر خبر عن انشغالهم بها.
** والحقيقة أنني سمعت ولأول مرة بحكاية المستشفيات النسائية الخالصة تماماً من الرجال في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني حيث طرحها البعض وأريد لها أن تكون محوراً من المحاور التي يتم مناقشتها ضمن أهم قضايا المرأة.
وجاء صوتي رافضاً لهذا ليس كرهاً في ستر النساء وحرياتهن الخاصة وانخراط أكبر عدد من النساء في العمل في المجال الطبي وهذه هي المبررات التي يسوقها أصحاب هذه الفكرة ونواياهم طيبة ولا شك..
لكنني كنت ومازلت أعدها فكرة هزيلة إزاء الواقع الصحي وشروطه وخبراته ومضامينه وأدواته وأجهزته واحتياجاته وخاماته.. وإزاء الواقع الطبيعي لتبادل الخبرات.. وقلت لطارحات الموضوع أنا شخصياً لن أدخل هذا المستشفى ليس عدم ثقة بالنساء ومقدرتهن الطبية لكنني أدرك حجم الخبرة الطبية عند المرأة في العالم فما بالكن هنا في السعودية.
* ثم إن كثيراً من المستشفيات وإزاء الكثافة السكانية وتباعد المناطق لم تستطع الوزارة الوفاء بكامل معداتها الصحية على الرغم من التشغيل الخاص من قبل الشركات لهذه المرافق الصحية.. وقوائم انتظار الأسرَّة أمر لا تنكره الوزارة!
** ماذا لو انفصلت هذه المستشفيات وأصبحت الضعف باعتبار أن هناك مستشفى للرجال فقط وآخر للنساء فقط..
* فكيف سيكون حالها؟!
* وكيف سيكون دوام النساء فيها وهن اللاتي يطالبن بالدوام الجزئي لأن الثقافة الاجتماعية لديهن أعلى بكثير من الثقافة المهنية.. فهن أمهات أولاً وزوجات ثانياً ثم طبيبات ثالثاً.
وهذا ما توصي به كل مؤسسات المجتمع فكيف ننتقضه في لحظة ونجعل من النساء عاملات طوال الوقت.
وهل سيفسح للرجال زيارة زوجاتهم أو الدخول معهن في حالة الكشف.. وهل كل النساء قادرات على تحمل سماع ما بهن من أمراض من لسان الطبيبة مباشرة..
وهل سيظل الرجل ينتظر المرأة خارجاً وكأنه عند باب قصر أفراح وحين تتأخر يطرق الباب ويرد عليه ما لقيناها ما ندري بأي عيادة!!! وقس على ذلك ما هو أكثر!
** في عنيزة تجربة نسائية بمستشفى كنت أستغرب جرأة النساء في رحلة دقيقة وحرجة يعرفها كل من جرَّبها وهي رحلة الولادة كيف تدخل المرأة مستشفى قليل التجربة وهل كانت النساء يدخلنه برغبتهن وقناعتهن أم كان يفرض عليهن فرضاً!!
المستشفى تحول إلى مستشفى عام ولا أستطيع تقييم تجربته..
** ووزارة الصحة تفرغ لجاناً تدرس مشروع إقامة مستشفيات نسائية 100% وهي هنا كمن يصلي السنّة ويترك الفرض!!
|