ظلت الإدارة الأمريكية تقدم الدلائل العديدة على وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق، وجندت أجهزة المخابرات الأمريكية والخارجية الأمريكية، بل وحتى الأجهزة الاستخبارية والدبلوماسية الأجنبية كالبريطانية والأسبانية (سابقاً) والأسترالية تروج لمعلومة وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي على أساسها شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفاؤها الحرب على العراق، وبعد أن آل الأمر لقوات الاحتلال الأمريكي تبيّن أن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، مزية أريد لها أن تكون مبرراًَ لغزو العراق.
الآن تتداول العديد من المزاعم والقصص الغريبة التي ينسجها الصحفيون الغربيون وفق سيناريوهات متفق عليها مع الدوائر السياسية العليا في دول الاحتلال، وهذا ليس ادعاءً، بل ما كشفه الصحفيون أنفسهم الذين أقروا بأنهم مرروا ونقلوا قصصاً وروايات عن العراق خدمة لأهداف قوات الاحتلال، ومنها تضخيم دور أبو مصعب الزرقاوي، لهذا الدور الذي أصبح (المشجب) الذي تعلق عليه القوات الأمريكية عملياتها الانتقامية ضد المدن السنيّة في غرب وشمال العراق، وبالذات مدينتي سامراء والفلوجة.. ومثلما كان الادعاء بوجود أسلحة دمار شامل في العراق سبباً في غزو العراق، أصبح نسب عمليات التفجير والعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة إلى جماعة أبو مصعب الزرقاوي، مبرراً للطائرات الأمريكية لتشن غارات شبه يومية على مدينة الفلوجة بالذات.. ورغم أن القتلى وحسب ما تظهره صور المحطات الفضائية جلّهم من النساء والأطفال، تصرّ الروايات الأمريكية على أن الطائرات أغارت على منازل تأوي مقاتلين من جماعة الزرقاوي، رغم أن الصور الفضائية تفضح هذا الادعاء.
أمس ومن خلال برنامج تلفزيوني أظهر استطلاع كان معظم المشاركين فيه من العراقيين، بأن الزرقاوي حتى وإن تواجد على الأرض العراقية لا يمكن أن يخدم أهداف المقاومة العراقية، وأن هذا الشخص يخدم الأهداف الأمريكية بتمكين قواتها المحتلة للعراق البقاء على هذه الأرض العربية لفرض الهيمنة الأجنبية.
|