(النصية) قرية لا يعرفها الكثير منا، لكنها مثالٌ ورمزٌ للقرية الطيبة في بلادنا، إذ تناهز هذه (النصية) الهرمة الخمسمائة عام، ظلت طوال عهدها الأخضر واليانع وفية لمدينة حائل والقرى المجاورة لها، فلم تكف يوماً عن امداد سوقها بالخضار والفاكهة والنعناع الجبلي المتميز ومن لا يصدق المقولة يستطلع رأي أي حائلي عن قرية (النصية).
وإضافة إلى كونها بستاناً جميلاً باسقاً وممولاً لسوق الخضار فهي قرية تاريخية تثبت ذاك شواهدها في البناء والأشجار، كما تؤكد مقولات أهلها القدامى رحلتها في عمق الماضي وبهائه منذ عقود عديدة، فالتاريخ مر بها ودوّن عنها العديد من القصص التي تسطر ملحمة الإنسان حينما تتكالب عليه ظروف الحياة.
اليوم ورغم هذا التاريخ تعاني هذه القرية النموذج مشكلة شح الماء الذي أخذ يهرب إلى أقصى مكان من الأرض، حتى بدأت تذوي وتهجر خضرتها التي عرفت بها منذ أكثر من خمسة قرون.
شح الماء لم يتوقف عند الزراعة وري الحقول إنما تسبب في عطش الأهالي، فقد هاتف أهلها بعض كتاب الزوايا، وكتبوا كثيراً عن أمر العطش الغادر الذي بدأ يهدد كل حياة فيها، فالأمل معقود بأمير منطقة حائل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن وبسمو نائبه أن ينظرا بأمر هذه القرية النموذج.. تلك التي ظلت ولعقودٍ تمد المدينة بما لذَّ وطاب من الخضار والفاكهة والنعناع.. ألا تستحق منا إلى لفتة والتفاتة تعيد الأمل إلى قلوب أهلها.
|