إن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تزال حدثاً مهماً ؤ في تاريخ البشرية وما جرى فيها من العبر والمعجزات شيء يدل على أن الله معه يؤيده ويشد عضده وهو ماض في طريقه وقد مر على (خيمتي أم معبد من بني سعد) وتوقف عندها قليلا وسألوها: هل يوجد لديها لبن فقالت: إن الزمن قحط ولا يوجد لديها شيء سوى هذه الشاة العجفاء التي لا تنقي فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح على ظهرها فدر لبنها فشربوا منه حتى ارتووا وتركوا ما بقي لأم معبد وأولادها فدهشت وأسرعت إلى الشاة تلمسها وتتأكد عما شاهدت فإذا هو الحقيقة ويذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه ويأتي زوجها فتخبره بما حدث فيقول: إنه الرجل الذي تطلب قريش ويسمع تلك الليلة هاتف بمكة يسمعه كل الناس يقول:
جزى الله رب العرش خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به
وأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني سعد مكان فتاتيهم
ومقعدها للمؤمنين مجر صد |
وتثور ثائرة قريش ويمتلئون أسى وحنقاً لهذا المصير الذي وصلوا إليه، فقد نجا محمد وانتصر وأفلت من أيديهم وهم يعلمون ماضيهم معه وقد تأكد لهم أنه نبي وأنهم ضالون.
|