إن فحص الثدي بالأشعة السينية للسيدات فوق سن 35 سنة أضحى الآن متفقا عليه عالميا بأنه احسن وسيلة لاكتشاف الأورام مبكرا، بالإضافة الى الفحص السريري الدوري خاصة فحص السيدات أنفسهن كل شهر ويفضل بعد انتهاء الدورة.
ان التصوير الإشعاعي (ماموغرام) يساعد في اكتشاف حالات الأورام مبكرا، قبل أن تكون محسوسة بالفحص اليدوي، كما أنه يكتشف حالات من الأورام التي لا تزال حبيسة في الأقنية اللبنية وقبل أن تغزو جدار هذه الأقنية وتنتشر خارجا لنسيج الثدي نفسه، ان وجود بعض التكلسات في صورة الثدي (مامو غرام) الثدي (25 - 30% من حالات الأورام) يمكن ان تكشف حالات أورام متوضعة داخل الأقنية (Insitu) لم تنتشر في نسيح الثدي أو لم تشكل بعد كتلة يمكن جسها بالفحص السريري. كما أن التصوير الإشعاعي يمكن ان يكشف كتلا ورمية صغيرة داخل نسيج الثدي لم تصل إلى حد يكون معه محسوساً يدويا بسبب صغر حجم الورم وبعيدا داخل أنسجة الثدي، خاصة في الثدي كبير الحجم حيث تتناسب صعوبة الفحص اليدوي مع ازدياد حجم الثدي.
صور الثدي (المامو غرام) تعطي صورة مفصلة لنسيج الثدي خاصة عند وجود تبدلات مبكرة على الصور مفصلة للنسيج الثديي الطرفي، حينها لا يكون هناك ورم محسوس اصلاً، سوى تغير بسيط في توزيع النسيج أو عدم التناظر بين الطرفين.
بواسطة التصوير (مامو غرام) يمكن فحص الكتل داخل الثدي لبيان طبيعتها وهل هي خبيثة حيث يكون لها شكل وصفي أو انها سلبية.
يبقى حالات عديدة يكون للصور الصوتية القول الفصل في تفريق الكتل السلبية عن الكتل الخبيثة.
بالرغم من كل هذه الفحوص، تبقى كتلا مشكوكا في أمرها ولا بد حينها من اللجوء إلى أخذ عينة منها بالإبرة او ازالتها جراحيا وفحصها نسيجيا، يقدر عدد الحالات التي تكون الكتل فيها سليمة من المأخوذ منها عينة جراحياً فوق 75% لذلك يجب أن لا يساور المريضة الخوف حتى عند طلب أخذ عينة من الكتلة المشتبه فيها.
بالطبع يجري التصوير على الحوامل وكذلك يكون التصوير صعبا أجراؤه وقراءته للمرضع وبالنسبة لصغار السن واللاتي لم يحملن يكون قراءة الصور صعبة، ودائماً نلجأ بداية إلى التصوير بالأمواج الصوتية، ثم بالأشعة السينية (ماموم غرام) إذا كان لذلك ضرورة.
ان كمية الأشعة التي يتعرض لها الثدي بالأجهزة والافلام المتوفرة حاليا تعتبر قليلة، لذلك ينصح بأجراء فحوص دورية.
ففي سن 35 سنة يؤخذ صورة تكون هي الأساس لمقارنة الصورة المأخوذة فيما بعد (Base Line) وتجري فحوص دورية كل سنة أو سنة ونصف. وعند وجود قصة عائلية بإصابة أحد الأقرباء اللصيقين كالأم أو الخالة او العمة, يجري التصوير مبكراً ويتابع كل سنة، وهذه الحالات تشكل فقط 5% من حدوث الإصابة بالأورام الخبيثة، مما يدل على انه ليست بالنسبة العالية.
يتم تطوير الرنين المغناطيسي لاستعماله في تصوير الحالات المعقدة، أو حالات تضخيم الثدي بالسليكون التي يكون فيها فحص الثدي (مامو غرام) صعبا او غير مقنع، وهذا متوفر حاليا في كثير من المراكز، ونقوم نحن هنا باجراء فحص الرنين للثدي في بعض الحالات.
نختم القول بأن الفحص اليدوي هو احسن وسيلة لكشف الورم في طور التشكل او عندما يكون صغير الحجم، لأن هذا يحسن الإنذار بالنسبة للمصابة خاصة مع وجود الأدوية الحديثة التي يتحسن معها علاج الأورام عامة، وكما يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج.
* استشاري قسم الأشعة |