سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. سلمه الله
أولاً: أود أن أوجه لكم الشكر الجزيل على إتاحة الفرصة لنا كقراء لطرح ما نريد أن نطرحه عبر جريدتكم المميزة بالفعل سواء كان ذلك عبر صفحة عزيزتي الجزيرة أم عبر صفحة الرأي.. فشكراً لكم من الأعماق على ما بذلتموه وتبذلونه في سبيل المصلحة العامة.
ثانياً: نعلم كما يعلم الجميع بأن حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- في هذه البلاد هيأت للمواطن سبل الراحة ورغد العيش بكافة مجالات الحياة. ومنها المجال الصحي الذي أولته اهتمامها وأنفقت عليه الأموال الطائلة في سبيل أن تكون الرعاية الصحية للجميع، إلا أن المراجع لمستشفى قوى الأمن بالرياض يجد كثيراً من المعاناة في سبيل الحصول على العلاج اللازم، وتتمثل معاناة المراجع تلك في صعوبة الحصول على موعد لمقابلة الطبيب المعالج. فمن كان مريضاً أو من يوجد لديه مريض من أفراد أسرته ويريد مقابلة الطبيب عليه الحضور للمستشفى الساعة الواحدة ليلاً حتى يضمن لنفسه مقعداً على إحدى الكراسي التي وضعت للسراء خارج مبنى المستشفى (بالساحة المجاورة للعيادات الخارجية) تلك الكراسي التي اعتراها ما اعتراها من حرارة الشمس صيفا وهطول الأمطار وتقلب الرياح شتاء، تلك الكراسي التي لا تتسع لأكثر من ثلاثين شخصا بينما من يتوافد عليها ليليا يتجاوز مائة شخص مما يجعل أغلبهم لا يجد له جلوسا ويضطر للجلوس على الرصيف المجاور، حيث يبدأ التوافد على هذه الكراسي من الساعة الواحدة ليلا حتى الساعة السادسة صباحا موعد توزيع الأرقام التي تتيح للشخص فرصة الحصول على موعد من قسم المواعيد بالمستشفى، ثم يبدأ توزيع الأرقام عند الساعة السادسة صباحا من قبل الموظف المكلف بهذه المهمة الذي لا يحضر من منزله إلا عند الساعة السادسة وبمعيته أرقام لا يتجاوز عددها مائة رقم تقريبا، فيبدأ بتوزيع الأرقام أولا على النساء اللواتي يصفن على كراسي مثل تلك التي توجد لدى الرجال في صفتها وعددها وفي الجهة المقابلة للرجال. يبدأ التوزيع كما أسلفت من عند النساء ولا يشمل التوزيع النساء اللواتي لم يجدن لهن كراسي واضطررن للجلوس على الأرضية المجاورة بحجة عدم وجودهن في السراء، وبعد الانتهاء من التوزيع على النساء يتجه الموظف إلى الرجال الذين ينتظرونه على أحر من الجمر ولسان حالهم يقول عسى ان يبقى من الأرقام ما يكفينا، وبالتأكيد سيكون النصيب الوافر لمن كان يجلس على الكرسي رقم (1) ويشمل بعده نفرا لا يتجاوز عددهم العشرة ثم يعلن الموظف انتهاء الأرقام وما على الباقين إلا الانتظار حتى الساعة السابعة موعد فتح أبواب العيادات الخارجية لعلهم يجدون حجوزات لدى قسم المواعيد بالمستشفى إذا تم الحجز لمن أخذ الأرقام مبكراً، فإذا تم الحجز لأولئك وتوفر مواعيد أخرى لدى الأطباء أعطي لمن لم يأخذ رقما والعادة انه لا يتوفر أكثر من ثلاثة إلى أربعة مواعيد، أما الباقون ما عليهم إلا الرجوع إلى منازلهم والانتظار إلى الليلة القادمة.. وهكذا تستمر المعاناة.
هذه المعاناة بالفعل يعايشها كل من راجع ويراجع مستشفى قوى الأمن بالرياض. علماً بأنني لا أنكر الضغط الذي يواجهه هذا المستشفى ولكن المعاناة تكمن في عدم وضع الطريقة المناسبة لعملية حجز المواعيد، فلماذا لا ينظر في طريقة حجز المواعيد المعمول بها حاليا والعمل على ابتكار طريقة مناسبة غير تلك، لا سيما ان في هذه الطريقة مضيعة للوقت والجهد لكل مراجع لهذا المستشفى، كما لا ننسى أن أغلب مراجعي هذا المستشفى هم من رجال الأمن الأشاوس الذين يقضون جل أوقاتهم خارج منازلهم بعيداً عن أسرهم في سبيل حماية أمن هذا البلد الآمن بإذن الله وراحة المواطن واستتباب الامن حيث لا يجدون من أوقات فراغهم إلا القليل، فكيف لمن أراد مراجعة المستشفى لمعالجة أحد أفراد أسرته أن يحضر إلى المستشفى قبل دوام المستشفى بست ساعات لكي يحجز له رقم حتى يعالج مريضه وهو لا يجد من الفراغ إلا القليل؟ فإلى المسؤولين عن هذا المستشفى أسوق هذه الاقتراحات آمل أن تجد لها القبول.
1- لماذا لا يكون هناك أكثر من مستوصف تابع لهذا المستشفى وليكن اثنان على الأقل احدهما بشمال الرياض والآخر بجنوبه يقوم بتقديم الرعاية الأولية لمن يحتاجها ولا يحال للمستشفى إلا في الحالات المرضية الكبيرة ويكون ذلك عن طريق المستوصف دون داعي للحجز عن طريق المستشفى مباشرة.
2- إذا تعذر تنفيذ الاقتراح الأول، فنأمل أن تخصص صالة كبيرة داخل المستشفى وتوضع بها ماكينة أرقام مثل تلك المكائن الموجودة في معظم البنوك وتكون بإشراف موظف يراقب سحب الأرقام فإذا حضر الشخص وسحب رقما ما عليه إلا الجلوس والانتظار حتى ينادى عليه من قبل الموظف المختص بإعطاء المواعيد.
وبهذه الطريقة نقضي على عملية الاصطفاف خارج مبنى المستشفى من الساعة الواحدة ليلا حتى الساعة السادسة صباحا، ويكون لكل شخص الحصول على موعده على حسب حضوره، فمن كان حضوره مبكرا يحجز موعدا مبكرا. ومن كان حضوره متأخرا يعطى حجزا متأخراً ولا تخرج هذه المواعيد في كل الحالتين عن ذلك اليوم الذي يحضر فيه المراجع للمستشفى.
عبدالله غالب ثامر المطيري /الرياض |