ما زلنا في عراك مع الغش والغشاشين.
** غش في كل مكان.. وغش في كل شيء.
** في البقالات والأسواق والمباسط.. وكل حركة تموينية وبيع وشراء.. لا تسلم من الغش والغشاشين.
** وليس معنى هذا أبداً.. أن السائد هو الغش.. وأن الغشاشين الأكثر أبداً.. فالسائد بفضل الله.. هو الالتزام والأمانة والضمير والمسؤولية.. والغشاشون هم الندرة، غير أنهم موجودون.
** كثيراً ما نقرأ أخباراً عن الغش وصفقات الغش ومبيعات الغش.. وعما يعده الغشاشون للأسواق، بل في أكثر الأحيان نقرأ عن صفقات غش جديدة وعن خطط للغشاشين.
** وتنشر الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المحلية هذه الحالات.. وتتحدث عن هذه الممارسات المشينة.
** ممارسات الغش هذه قد تقود إلى الموت، لأنها سموم ومع ذلك فإن هناك من يحاول تمريرها للمستهلك المسكين.
** نحن قد لا نلوم وزارة التجارة ولا أجهزة الرقابة وحماية المستهلك.. لأن الشق أكبر ولأن هناك من يتربص ويخطط ويتلاعب ولأن هناك من همه وهاجسه.. هو الغش فقط..
** ولأن الوزارة تقوم بجهود طيبة، ومراقبوها ومفتشوها دوماً ما يضبطون هؤلاء الغشاشين ومحلات الغش ومصانع الغش.. ولكن نلوم التجار الذين يريدون قتل وإصابة عباد الله ويتآمرون لهلاكهم.
** وآخر مسلسلات الغش.. هو ما قرأتموه في الصحف المحلية من تلك البضاعة الضخمة التي كُشفت قبل أيام في محافظة جدة.. وهي كمية كبيرة من المواد الغذائية منتهية الصلاحية.. كان يراد ترويجها خلال الأيام القليلة القادمة وطرحها في الأسواق في رمضان المبارك، فالمسلمون يستقبلون رمضان بالتوبة والخوف من الله والعودة الى الله، وهؤلاء يستقبلون هذا الشهر بالغش والكذب والمخاتلة والإضرار بعباد الله.
** تخيلوا كيف يفكر هؤلاء.. وإذا لم تخف من الله.. فمن تخاف؟
** وإذا لم تراقب الله في السر والعلن.. فأنت خبيث مجرم تستحق العقاب والعقوبة.
** لو أن هؤلاء الغشاشين المجرمين.. بدلاً من تحويلهم لوزارة التجارة -والمسألة كلها غرامة وتشهير..بدلاً من ذلك- يحالون إلى المحكمة ويعاقبون العقاب الشرعي الصارم.. لخفَّت مسألة الغش.
** إذ كيف يتجرأ تاجر إلى طرح تلك البضاعة الضخمة المغشوشة منتهية الصلاحية ويحاول استثمار (شفط) الناس للبضائع في رمضان ليمرر هذه البضاعة الكبيرة المغشوشة.. ويحاول الإضرار بأكبر عدد ممكن من البشر.. من أجل أن يكسب ملايين الريالات؟
** المصيبة أن الغش صار في كل شيء.. في التمور وفي المواد الغذائية، وفي الأدوية وحتى في الحطب والفحم تجد الغش.
** والمصيبة فيما لو انتقل الغش إلى الصيدليات وإلى المستشفيات وإلى أماكن التطبيب والعلاج.. وإن كان الغش قد نفذ إليها من خلال ممارسة بعض الغش في بعض العمليات.. مثل عمليات التجميل وبعض العلاجات الأخرى المتعلقة بالإنجاب وأمور أخرى مشابهة لا تخلو من التحايل والغش والمبالغات والكذب.
** نحن لا ننتظر ان ينتهي الغش من أسواقنا بشكل نهائي.. ولا ننتظر أن نقرأ عن آخر خبر غش.. فمعدومو الضمير وقليلو الإيمان لن ينتهوا إلا أن يشاء الله وحده.. ولكن نطلب تكاتف الأيدي والسواعد والعمل معاً وسوياً للقضاء على أكبر قدر ممكن من هؤلاء الخبثاء المجرمين الذين يستهدفون عباد الله.
** والغش مسؤولية أكثر من جهة وأكثر من وزارة، وليست وزارة التجارة فقط هي المسؤولة وحدها.. فالبلديات مسؤولة، والهيئات مسؤولة، والشرطة والأمن مسؤول، والصحة والزراعة مسؤولة، والمستشفيات نفسها مسؤولة، والجامعات ووزارة العدل وكل الجهات ذات العلاقة تتحمل قدراً من المسؤولية وقدراً من التبعات.. وليتها تتكاتف وتعلن عن يوم لمكافحة ومحاربة الغش والغشاشين وملاحقتهم وتطبيق شرع الله فيهم.. والله المستعان.
|