ثمة أمور لا تشكل أهمية عند كثيرين، ولكنها عند قلة قليلة هاجس مزعج وممرض.. وتتعدد هذه (الأمور) وتتلون حسب ظروف الناس التي تختلف من شهص لآخر, فظروف الانسان المريض بالتأكيد تكون مختلفة عن الآخر الذي لا يشكو من أي علة، وهذا مثال واحد فقط، وأكثر من مثال لديكم!
في هذا الزمن العجيب، ورغم التطور في كل شيء عدا عقول الكثيرين من البشر - يعجز مريض السكري، وأخوه الذي يعاني من مشاكل تستوجب قضاءه لحاجته - أياً كانت في أوقات متعددة ولا تخضع لإرادته..
أقول: يعجز هذا وذاك من قضاء ما ابتلاهم الله به في مدينة نُردد باستمرار التطور الذي شهدته.
في العاصمة الرياض لا يمكن لك ولغيرك وفي غير أوقات الصلوات ان تجد دورة مياه تكفيك حاجتك، ويا حسرة ومرارة المرضى الذين يترددون على دورات المياه، ومِنْ هؤلاء المساكين مَنْ تضاعف مرضه وازداد ضغطه وسكره وألمه لمجرد خروجه من منزله وحرمانه من دورة مياه تفي غرضه المبتلى به. لا أجد مبرراً يقبله العقل ونحن في نهاية العام 2004م لإقفال دورات المياه في المساجد خارج أوقات الصلوات، ولا أدري إلى متى سيستمر إقفال دورات مياه المساجد في عاصمتنا.
التحضر في المدينة يرفض أن يقف رجل أو (يبوبز) قرب سيارته لقضاء ما يقضيه عادة في دورة المياه، ورغم شدة معاناته هذا الرجل وآخرون، فإن ما ستعانيه المرأة أشد وأمر.
في الرياض وبشكل يومي إعلان عن مساهمات عقارية لمخططات سكنية، والمطلوب والواجب ان تستوعب امانة مدينة الرياض لآلآم زمرة من سكان العاصمة، وما قيل في هذه المساحة شيء من هذه الآلام التي لن يكون حلها مستحيلاً، فتخصيص مرافق في المخططات السكنية الجديدة لتكون دورات مياه عامة ومفتوحة طوال اليوم سيسهم في تخفيف معاناة المبتلين بالتردد على دورات المياه، والعمل على تخصيص مرافق مشابهة في المحططات القديمة والقائمة حالياً أمر تستلزمه الرحمة والرأفة بالبشر، والشعور بآلام من سبق الحديث عنهم، وايضاً الأسوياء - أضرار حبس البول الصحية متعددة حسب الأطباء - يستوجب العطف عليهم دون منة أو أذى. والله المستعان.
|