* دمشق -الجزيرة -عبد الكريم العفنان:
توقع مصدر دبلوماسي إيراني في دمشق أن ترفع مباحثات الرئيسين السوري والإيراني العلاقات الإستراتيجية بين البلدين باتجاه جديد.
وقال في حديث مع الجزيرة: إن الوضع الإقليمي المتفجر يعيد إلى الأذهان مراحل بداية الثمانينات، وأجواء الحرب التي كانت تعدها إسرائيل ضد لبنان وسوريا، وهو ما يتطلب تنسيقاً عالياً بين البلدين لاحتواء التطورات. ومبيناً أنه ليس بغريب أن يكون الوضع المتفجر في فلسطين والعراق مرتبطاً إلى حد بعيد بالضغوط الأمريكية ضد سوريا بشأن لبنان، لأن أزمات المنطقة لم تعد منفصلة.
وأوضح أن المباحثات السورية -الإيرانية تناولت وبشكل مفصل طبيعة الضغوط التي تتعرض لها كل من دمشق وإيران.
وقال: إن الدولتين تعدان من أهم دول الجوار الجغرافي للعراق، ومسائل الاستقرار في العراق تهم الطرفين، كما أن أي ترتيبات سياسية أخرى متعلقة بالعراق تنعكس بشكل مباشر عليهما.
وبيّن أن الجانبين متفقان على ضرورة الاستقرار، وذلك بغض النظر عن موقفهما من مسألة الاحتلال، كما أن عمليات ضبط الحدود تعد جوهرية بالنسبة لهما رغم كافة الاتهامات الأمريكية لطهران ودمشق حول علميات التسرب عبر حدودهما.
وأوضح المصدر أن المباحثات تناولت الاتصالات السورية - الأمريكية الأخيرة بشأن الحدود. ومبينا أن هناك مسألتين أساسيتين تسعى كل من طهران ودمشق إلى حلهما بالتنسيق فيما بينهما الأولى موضوع عمليات الاستقرار في المنطقة والوضع المتفجر في العراق.
فالتوتر الذي ساد العراق خلال المرحلة الماضية مقلق للبلدين، وهو لا يتعلق فقط بمهام قوات الاحتلال أو الحكومة المؤقتة في العراق.
وتوقع المصدر أن تقوم كل من طهران ودمشق بدراسة هذا الملف عبر تنسيق قوي بينهما، وذلك لمنع الوضع المتفجر من التأثير بشكل أكبر على المنطقة. وقال: إن المسألة العراقية لم تعد فقط مرتبطة بالمواقف السياسية لدول المنطقة، بل هي أيضا تعني أمن كل دولة، وهو ما يستوجب عدم عزل ما يحدث في العراق عن أي تطور داخلي لدول الجوار الجغرافي.
والثانية الموضوع اللبناني وعلى الأخص ما يتعلق بسحب أسلحة المليشيات. وبين المصدر أن القرار 1559 يضع الشأن اللبناني في مساحة من التركيز، وهو ما يستدعي التشاور بين طهران دمشق، مستبعداً في نفس الوقت أن يكون لإيران أي دور مباشر في سحب سلاح حزب الله.
لكنّه أوضح أن هذا الموضوع مرتبط بالحكومة اللبنانية وبترتيباتها، وهو أيضاً له علاقة بمسائل السلام بشكل عام.
لكنّ طهران تريد معرفة التفكير السياسي السوري وعن كثب حيال هذه المسألة.
وركز المصدر على أن التعاون الإيراني - السوري يسعى للدخول في آفاق جديدة، تساعد البلدين على تجاوز الضغوط الأمريكية، والحفاظ على نوعية الدور الإقليمي لكل من دمشق وطهران في الشرق الأوسط.
معتبراً أن الوضع في المنطقة يقف على عتبة الانفجار، وهو ما استدعى الزيارة المفاجئة للرئيس الإيراني.
وعدّ المصدر أن تصريحات الرئيس الإيراني محمد خاتمي بأنه يتعين على سوريا وإيران التعاون من أجل السلام في الشرق الأوسط، وفي مواجهة الضغوط من الولايات المتحدة، تعبر إلى حد بعيد عن أشكال التنسيق المرتقبة.
فما كان يعد خطاً استراتيجياً بين طهران ودمشق يجب أن يستمر، وأن يستخدم آليات سياسية جديدة حسب تعبير المصدر.
وتوقع المصدر أن تؤثر الزيارة على سبل التعاون بين البلدين وتدعم تعاونهما السياسي بشكل كبير.
|