أضواء
من المسؤول عن تنفيذ هجمات سيناء؟
جاسر عبدالعزيز الجاسر

حتى وقبل أن يتم رفع أنقاض الجزء الغربي من فندق هليتون طابا وانتشال جميع الجثث المفقودة، بدأ التساؤل في مصر والأرض المحتلة عن من المسؤول عن تنفيذ الهجمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء؟.
حتى إنه لا يملك المحققون والعدد الكبير من المحليين السياسين وبالذات المختصين في مجال مكافحة الإرهاب، لا يملكون حتى الآن مؤشراً واضحاً عن الجهة المسؤولة عن تنفيذ هجمات شبه سيناء.. وما أعلن من قبل منظمات وهمية عن مسئولياتها عن هذه التفجيرات لا يأخذها هؤلاء المحللين والمختصين بعين الاعتبار، إذ إعلان أكثر من جهة عن مسئوليتها هدفه التمويه، وهو أحد أنواع الحرب الدائرة بين الإرهابيين وبين من يعملون على محاربة الإرهاب، إلا أن المختصين في شئون مكافحة الإرهاب يرون أن إعلان منظمات ذات علاقة بتنظيم القاعدة المسئولية عن هذه الهجمات، هو أسلوب دأبت (القاعدة) على استعماله في أعمال إرهابية سابقة، ثبت فيما بعد بأن تنظيم القاعدة هو الذي وجه إحدى منظماته بتنفيذ العملية.. والأعمال التي نفذت في شبه سيناء وبالذات تفجير فندق هليتون طابا تحمل بصمات (القاعدة) ليس فقط لتشابه الفعل كقيام أحد المنفذين بتفجير نفسه وتفجير شاحنة مفخخة، بل أيضا صعوبة تنفيذ مثل هذه الأعمال إلا من قبل تنظيم دولي متشعب يمتلك شبكة قوية من الدعم اللوجستي في موقع التنفيذ وفي المناطق القريبة منه.
كما أن إعداد شاحنة مليئة بالمتفجرات وقيادتها إلى متنجع طابا يحتاج إلى شبكة وعددٍ غير قليل من المشاركين، وإلى شبكة سرية تساعد على التنسيق بين الإرهابيين الذين سينفذون العمل وبين الذين يدعمونهم على الأرض، خاصة وأن العمل الإرهابي الكبير الذي استهدف فندق هليتون طابا قد ترافق مع تفجيرين في نويبع ورأس الشيطان.
وتنفيذ الهجومين في وقت واحد يظهر بأن هناك تنسيقاً وعملاً مركباً وخياراً معقداً لا يمكن أن تنفذه إحدى المنظمات الفلسطينية التي قد يوجه لها الاتهام، كونها أكثر الجهات استهدفاً من الإسرائيليين الذين كانوا الهدف الرئيس لهجمات سيناء.