* سانت لويس - الوكالات:
تواجه الرئيس الأمريكي جورج بوش ومنافسه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرشح الديموقراطي جون كيري خلال المناظرة التي جرت بينهما مساء الجمعة حول عدة مسائل تخص الداخل الأمريكي منها الضرائب والبيئة والإجهاض، واعتبر بوش أن سياسة كيري بعدم زيادة الضرائب (لا تتمتع بالصدقية).
وأكد المرشح الديموقراطي من جهته (أقول لكم مباشرة أمام الكاميرا: لن أزيد الضرائب)، وذلك رداً على سؤالٍ طرحه الجمهور خلال المناظرة الثانية بين المرشحين.
ورد بوش أن (هذا الكلام لا يتمتع بالصدقية)، مؤكداً أنه (لا يمكن أن يقول إنه سيواصل خفض الضرائب وإحلال التوازن في الميزانية) في الوقت ذاته.
وأوضح كيري من جهته (أقترحُ خفضاً في الضرائب للأشخاص الذين يقل دخلهم عن مئتي ألف دولار سنوياً).
وأضاف (أما بالنسبة للذين يزيد دخلهم على مئتي ألف دولار فسنعود إلى المستويات التي كانت في عهد بيل كلينتون عندما كان الناس يتقاضون الكثير من الأموال وبالنظر إلى الموجودين هناك ثلاثة أشخاص ينطبق عليهم الأمر: الرئيس وأنا شخصياً) والصحافي الذي يدير المناظرة.
ورد بوش بقوله ان المرشح الديموقراطي (إما سينتهك الوعود الجميلة التي يقطعها عليكم أو أنه سيزيد الضرائب، ونظراً إلى ماضيه أظن أنه سيلجأ إلى رفع الضرائب) متهماً إياه بأنه لم يصوّت يوماً ضد زيادة الانفاق الفدرالي. وشدد كيري على أن رئاسة بوش حولت الفائض في الميزانية المسجل في عهد كلينتون إلى عجز هائل.
فقال بوش إن (البورصة كانت في مرحلة تراجع قبل ستة أشهر من وصولي إلى الحكم كانت السوق تشهد أكبر حركة تصحيحية في تاريخها).. مما كان ينبئ بمرحلة انكماش، ومرحلة الانكماش هذه كانت الأقصر في تاريخ بلادنا ناسباً هذا الخروج السريع من الأزمة إلى سياسة الضرائب التي اعتمدها، وفي مجال البيئة دافع بوش عن سجله بقوله إن (نوعية الهواء أفضل منذ أصبحت رئيساً ونوعية المياه تحسنت أيضاً).
ورد المرشح الديموقراطي عليه (لا أظن أن الرئيس يعيش في العالم الحقيقي عندما يتكلم عن البيئة) مشدداً أنه على صعيد البيئة (هذه الحكومة هي الأسوأ في تاريخنا المعاصر).
وانتقد كيري خصوصاً رفض حكومة بوش توصيات العلماء حول الانحباس الحراري مشدداً على أنه سيكون (الرئيس الذي يصغي إلى العلماء).
وكان بوش أعلن في آذار - مارس 2001 نيته عدم المصادقة على بروتوكول كيوتو في واحدٍ من أول قرارات إدارته.
واعتبر كيري أن بروتوكول كيوتو في صيغته الحالية غير مقبول لكن يمكن مناقشته، وعلى صعيد الإجهاض هاجم الرئيس الأمريكي منافسه الديموقراطي مشدداً على أنه يؤيد شخصياً (ثقافة الحياة).
وقال بوش (لن ننفق أبداً أموال المكلفين على عمليات إجهاض) مشيراً إلى أن خصمه صوّت ضد قانون عرضه الرئيس الأمريكي بمنع الإجهاض في مراحل متقدمة من الحمل.
وأقرَّ بوش أن هذا الموضوع (يقسم أمريكا).
وكان الرئيس الأمريكي أصدر قانوناً يمنع عمليات الإجهاض في مرحلة متقدمة من الحمل أي بعد 20 أسبوعا، واعتبر بوش أن هذا الأمر يشكل (ممارسات وحشية).
وأشار إلى أنه يؤيد إقرار قانون يلزم القاصرات إبلاغ ذويهم نيتهم الخضوع لعملية إجهاض.
ويعارض كيري ذلك، يريد المرشح الجمهوري تشجيع عمليات التبني كبديل لعمليات الإجهاض، واتهم كيري بوش بأن سياساته جعلت العالم مكاناً أكثر خطورة.
وتبادل المرشحان هجمات لفظية تركزت حول الوضع في العراق وسياسات الرئيس بوش تجاه الحلفاء، واتهم كيري بوش بعدم القدرة على جمع الحلفاء حول أمريكا، قال كيري (العالم أكثر خطورة اليوم)، وأضاف (العالم أكثر خطورة اليوم لأن الرئيس لم يتخذ التقييم السليم).
وبسؤاله عن إيران وبرنامجها النووي قال كيري إن إيران تشكل (خطراً كبيراً).
وقال كيري (والشيء المهم هنا أن هذا الخطر يزداد بينما الرئيس مازال مشغولاً بالعراق حيث لا يوجد خطر).
وانتقد بوش منافسه كيري بشأن ما ذكره في المناظرة الأولى الأسبوع الماضي لقوله إن الولايات المتحدة يجب أن تجتاز (اختباراً عالمياً) قبل الذهاب إلى الحرب.
وقال بوش إنه بعد هجمات أيلول - سبتمبر عام 2001 (كان علينا أن ننظر إلى العالم بشكل مختلف).
وأضاف (بعد 11 أيلول - سبتمبر كان علينا أن ندرك بأننا عندما نرى تهديداً يجب أن نأخذه بمحمل الجد قبل أن يأتي ليؤذينا، وفيما مضى كنا نرى التهديد وكنا نتعامل معه سواء شعرنا به أم لا، ولكن بعد 11 أيلول - سبتمبر تغير كل شيء).
ورد كيري قائلاً (الدبلوماسية الناعمة) كان من الممكن أن توفر 200 مليار دولار أنفقت في الحرب على العراق.
وأضاف أن الحرب على العراق كانت انحرافاً عن الحرب ضد (الإرهاب) ولولا ذلك لكان زعيم القاعدة أسامة بن لادن في السجن.
كما اتهم كيري الرئيس بوش بتحويل حملته الانتخابية إلى (أسلحة الخداع الجماعي) عقب عدم عثوره على أسلحة الدمار الشامل في العراق، ورد بوش بأن السيناتور كيري يغيّر رأيه كثيراً حول الموضوعات الحيوية مثل الحرب في العراق، وقال بوش (إن ذلك يبعث بإشارة مشوشة إلى الناس).
ورد كيري بقوله: (إن بوش ونائبه ديك تشيني هما آخر شخصين على وجه الأرض اللذين لا يواجهان الحقيقة بشأن العراق).
وقال بوش: (بخصوص إسرائيل اتخذت قراراً بعدم إجراء أي اتصالات مع (الرئيس الفلسطيني) ياسرعرفات).
وأضاف بوش: (أنا لا اعتقد أن عرفات هو الشخص الذي بإمكانه أن يقود شعبه نحو إقامة دولة فلسطينية.
واتّسمت المناظرة الثانية بالسخونة عند تناول موضوع التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية إلى جانب إيران وأيضاً عندما تطرقا للموضوعات الداخلية.
|