* كابول - واشنطن - الوكالات:
أثار حريق اندلع في شاحنة للوقود في شمال أفغانستان المخاوف الموجودة أصلاً لدى مواطني ذلك البلد من هجمات لطالبان؛ حيث تزامن الحريق مع بدء الإدلاء بالأصوات صباح أمس السبت في انتخابات تاريخية يأمل الأفغان والمجتمع الدولي أن تمثل بداية النهاية لربع قرن من الصراع.
وقد أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الرابعة عصراً بتوقيت أفغانستان وكانت فتحت أبوابها في السابعة صباحا، بينما أدلى اللاجئون الأفغان في باكستان المجاورة بأصواتهم قبل مواطنيهم في أفغانستان بنصف ساعة.
وقد وضعت أول بطاقة في صندوق الاقتراع في مدرسة في مخيم للاجئين في ضاحية العاصمة الباكستانية.
وقالت الشابة صاحبة هذه البطاقة: (آمل أن تتمكن الحكومة الأفغانية من القيام بمسوؤلياتها بأفضل شكل ممكن). وأضافت (إن شاء الله يعود السلام إلى بلادنا) لنعود إلى أفغانستان.
وكانت هذه الشابة غادرت كابول مع افراد اسرتها السبعين في 1992 هربا من الحرب الاهلية التي تلت رحيل القوات السوفياتية من افغانستان في 1989 بعد عشرة اعوام من الاحتلال.
ولم ترد انباء فورية عن وقوع اي هجمات ضخمة خلال الليل من قبل اعضاء حركة طالبان التي توعدت بتعطيل ما وصفته بأنها انتخابات زائفة نسقتها الولايات المتحدة.
غير ان متحدثا باسم القوة الدولية قال ان حريقا اشتعل في شاحنة لنقل الوقود بعد فترة وجيزة من بدء التصويت في مدينة بشمال افغانستان أجج التوتر في ظل المخاوف من هجمات لطالبان. وقال المتحدث عن حالة الذعر التي سادت مدينة ميمنة: (لم تكن قنبلة انها مجرد حريق).
وأضاف انه لا يوجد قتلى او جرحى.. وعلى بطاقات الاقتراع التي طبعت في كندا، وضعت صور ورموز وأسماء المرشحين الـ 18 وبينهم امرأة والرئيس حامد قرضاي الأوفر حظا للفوز في الاقتراع.
وسجلت أسماء أكثر من 5 -10 ملايين ناخب أفغاني وهو رقم يفوق ذلك الذي قدرته الامم المتحدة للناخبين المتوقعة مشاركتهم في الانتخابات علاوة على أن هناك شكوكا في أن عدداً كبيراً من الافغان سجلوا أسماءهم عدة مرات.
وليس من المتوقع الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من انتهاء عمليات التصويت بعد ظهر امس السبت. ويأمل المسئولون الافغان عن الانتخابات إعلان اسم المرشح الفائز بحلول 30 تشرين الأول - أكتوبر الجاري.
والتركيز الآن حول عدد الاشخاص الذين سيدلون بأصواتهم في تحد لطالبان وما اذا كان المرشح الاوفر حظا الذي تدعمه الولايات المتحدة وهو الرئيس حامد قرضاي سيحصل على نسبة الاصوات اللازمة لتجنب خوض جولة اعادة في نوفمبر - تشرين الثاني وهي 51 في المائة.
وقالت تقارير ان فريق قرضاي يأمل أن يدلي 60 في المائة على الاقل من الناخبين البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة بأصواتهم مما سيسهم بشكل كبير في اثبات ان الديمقراطية حققت بداية قوية في بلد غزته القوات التي قادتها الولايات المتحدة قبل ثلاثة اعوام وما زال يديره الى حد كبير زعماء الحرب الإقليميون.
وقد تم اسقاط نظام حركة طالبان في اواخر عام 2001 لرفضه تسليم اسامة بن لادن العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر - أيلول في الولايات المتحدة في ذلك العام. ويعتقد ان ابن لادن وهو ابرز المطلوبين في العالم موجود في مكان ما على الحدود مع باكستان.
وقال الملا عبيد الله وزير الدفاع الافغاني السابق في عهد طالبان: (أي حكومة يصنعها لنا الأمريكيون لن تكون مقبولة بالنسبة لنا بأي ثمن).
|