* لندن - (رويترز):
كان كينيث بيجلي الرهينة البريطاني الذي ذبحه خاطفوه في العراق أمس الأول على وشك التقاعد بعد أسابيع عندما تعرض للخطف الشهر الماضي.
وكان المهندس البالغ من العمر 62 عاماً يخطط لتشييد منزل في تايلاند ليقيم فيه مع زوجته التايلاندية بعد حياة أمضاها وهو يعمل في العديد من دول العالم كمهندس مدني.
ومن المقرر أن يرزق بأول حفيد العام القادم من ابنه كريج.
والواقع أن بيجلي ليس من صنف الغربيين الذين تغريهم العقود المالية الكبيرة للعمل في الشرق الأوسط، بل إن موت ابنه المراهق في حادث مروري هو ما دفعه للبحث عن حياة جديدة بعيداً عن مسقط رأسه في ليفربول.
قال شقيقه بول لرويترز الشهر الماضي: (عندما مات ابنه قال كين: إنه لم يعد له حياة بعد الآن).
وقتل الابن قبل 18 عاماً عندما صدمته شاحنة وهو في الطريق إلى أحد البنوك.
وتابع بول (لقد قوض الحادث حياة كين والأسرة كلّها تماماً).
وأضاف (قال لي: أخرجني من هنا. ويتعين أن أتنفس هواءً جديداً. لقد أراد أن يبدأ من جديد) في مكان آخر.
وكانت بداية جديدة أخرى لبيجلي الذي كان قد هاجر مع زوجته الأولى إلى استراليا في الستينات.
وانتقلت الأسرة بعد ذلك إلى نيوزيلندا إلا أنها عادت إلى بريطانيا فيما بعد تحت وطأة الحنين للوطن.
وأدارت الأسرة متجراً في ميريسيسايد عندما هاجم بعض اللصوص المسلحين بمطارق الزوجة. وقد انهار زواج بيجلي تحت وطأة الألم الذي سببه مقتل الابن.
وبمساعدة شقيقه وبعض الاتصالات توجه بيجلي إلى الشرق الأوسط قبل 20 عاماً.
وقال بيجلي عن شقيقه الذي عمل في دبي وعمان والبحرين وأبوظبي والكويت (لم يكن المال هو ما يشغله أبداً. كان يستمتع بالعمل للغاية في العالم العربي).
وقال بول بيجلي -الذي عمل هو نفسه مهندساً في الشرق الأوسط 30 عاماً- إنه تلقى تدريباً على كيفية التصرف إذا ما أخذ رهينة عندما كان يعمل في لبنان خلال الحرب الأهلية.
وتابع بول (نقلت لبيجلي ما تعلمته بشأن كيفية التصرف في مثل هذه المواقف. قلت له كل شيء).
والتقى بيجلي أثناء عطلة أمضاها في تايلاند قبل ثمانية أعوام مع زوجته الثانية سومبات.
والمفارقة أن بيجلي أبلغ أحد جيرانه في بغداد قبل اختطافه (لست خائفاً.. المرء يموت مرة واحدة).
وقالت مصادر مقاتلين أمس: إن بيجلي فرّ لفترة قصيرة قبل قطع رأسه في العراق.
وأضافت المصادر أن بيجلي نجح في الهرب لحوالي نصف ساعة بمساعدة أحد خاطفيه قبل أن يمسكوا به مرة أخرى في أرض زراعية قرب بلدة اللطيفية جنوب غربي بغداد.
وقد ترك ذبح بيجلي في العراق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير غارقاً في المستنقع العراقي كما لم يحدث من قبل رغم جهوده للتركيز على قضايا أخرى قبل حملته الانتخابية للبقاء في السلطة.
وبدا رئيس الوزراء البريطاني في غاية التأثر على شاشة التلفزيون مساء الجمعة وهو يعرب عن (بالغ اشمئزازه) من ذبح بيجلي المروع.
وكشفت حكومة بلير أمس الأول عن أنها أجرت اتصالات سرية مع خاطفي بيجلي في الأيام التي سبقت قتله.
وكانت قد رفضت على مدى ثلاثة أسابيع المساومة مع خاطفي بيجلي حتى بعد أن قتلوا زميليه الأمريكيين.
|