* الرياض - عبد الله السمطي:
يتواصل الجهد حالياً من قبل لجنة الإشراف العلمي على موسوعة المملكة العربية السعودية لإنجاز أضخم موسوعة عن المملكة تصدر في 34 مجلداً باللغتين العربية والإنجليزية، وتحتوي على 17 ألف صفحة في نسختها العربية، تصدر الموسوعة عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض التي عودتنا على المشاريع الثقافية والعلمية الكبرى، وقد حظي هذا المشروع الوطني الثقافي الإعلامي التوثيقي الرائد، بموافقة سامية وبرعاية مباشرة ودعم وتشجيع كريمين من صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، ونظراً لوفرة المعلومات في هذا المشروع الذي يتناول مناطق المملكة المختلفة، فإننا نتعرف عن كثب عن هذا المشروع العلمي والثقافي الضخم من خلال هذا الحوار مع الباحث عضو لجنة الإشراف العلمي بموسوعة المملكة العربية السعودية الكاتب: إسماعيل حسين أبو زعنونه:
*******
متى بدأ الانطلاق في مشروع الموسوعة؟
- بدأ بحمد الله العمل في مشروع الموسوعة مع بداية شهر محرم 1423هـ، حيث تم تشكيل لجنة الإشراف العلمي التي قامت بدورها بإعداد الدراسات ووضع الخطط لجميع المراحل، ثم تشكيل اللجان العاملة وفق المعايير والضوابط العلمية والمستويات الأكاديمية والخبرات الإدارية والبحثية والميدانية لتبدأ بعد ذلك عملية إعداد محتوى الموسوعة، حيث تم توقيع عقود الاستكتاب من قبل رؤساء المحاور والمستكتبين بتاريخ 15-9- 1424هـ.
* بشكل موجز ما تعريفك لهذه الموسوعة؟
- موسوعة المملكة العربية السعودية مشروع وطني ثقافي علمي توثيقي شامل يتناول مناطق المملكة العربية السعودية الثلاثة عشرة وهذه الموسوعة تسجل الجوانب التاريخية والجغرافية والحضارية والثقافية والاجتماعية والسياحية وحركة التطور والإنجازات التي تحققت للمملكة العربية السعودية وتصدر باللغتين العربية والإنجليزية وتكون متاحة إلكترونياً على أقراص ممغنطة (CD) وعلى الشبكة العالمية للإنترنت.
* لماذا الموسوعة الآن.. وهل من جديد يميزها عن بعض الموسوعات أو السلاسل السابقة مثل: هذه بلادنا؟
- كما تعلمون فإن المملكة العربية السعودية مهوى قلوب المسلمين جميعاً ومكانتها في عالم اليوم مكانة مرموقة ومتميزة بما تحتضنه وتمثله وتجسده على مستويات عديدة. عربياً وإسلامياً ودولياً, من مقدسات الدين ورموز الحضارة والتاريخ. إلى جانب عناصر الاقتصاد المزدهر. ثم بما حققته من منجزات موفقة ومباركة في مسيرتها النهضوية التنموية الحديثة الشاملة لمختلف مجالات الحياة, على صعيد الإنسان والعمران, ولذلك أصبح التعريف بالمملكة العربية السعودية, وتقديمها في صورتها الحقيقية, إلى الأوساط العامة من علميّة وإعلاميّة وسواها عربياً وعالمياً , يُشكّل واجباً وطنياً بقدر ما هو ضرورة علمية موضوعية.
وقد حظي هذا المشروع الوطني الثقافي الإعلامي التوثيقي الرائد، بموافقة سامية وبرعاية مباشرة ودعم وتشجيع كريمين من صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، فهذه الموافقة وهذا الدعم والرعاية كانت جميعها منطلقاً للبدء في إعداد هذا المشروع وإنجازه ليتم إخراجه بالصورة اللائقة بهذا الوطن العزيز.
* ولكن هل ثمة صعوبات واجهتكم أثناء بناء وتنفيذ هذه الموسوعة؟
- لم تكن هناك صعوبات بما تعنيه هذه الكلمة بالتحديد، فلم نقابل أي منها حتى الآن وما ذلك إلا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما وفره وسخره القائمون على مكتبة الملك عبد العزيز العامة من إمكانات وطاقات إضافة إلى ما تتمتع به لجنة الإشراف العلمي من مؤهلات وخبرات وتجارب ساهمت في إعداد الدراسة الهادفة ووضع الخطط المحكمة لجميع المراحل ما يسّر عمليات التنفيذ وذلل ما كنّا سنواجهه من معوقات.
إلا أننا توقعنا أن يجد بعض الباحثين صعوبة في إيجاد بعض المراجع والمصادر من كتب ومعلومات وإحصاءات وخاصة الحديثة منها.
* وكيف ذللتم هذه الصعوبة للباحثين المشاركين في عملية الكتابة؟
- تم ذلك بتسخير محتويات مكتبة الملك عبد العزيز العامة من قواعد بيانات وكتب ومصادر لخدمة الباحثين من ناحية ومن ناحية أخرى بإنشاء مكتبة متخصصة في مقر الموسوعة تضم كل ما كتب عن المملكة العربية السعودية، حيث تم مخاطبة أكثر من (90) جهة ومؤسسة وشركة سعودية حيث تم استلام العديد من المراجع والكتب والمطويات والصور والمواد السمعية والبصرية وتم تكشيفها وفهرستها وإصدار بيلوغرافية لمحتوياتها فأصبحت بذلك وسيلة متاحة ميسرة أمام رؤساء المحاور والمستكتبين للاستفادة منها في عملية الاستكتاب.
محاور رئيسية
* ما هي أبرز محتويات الموسوعة؟ وما الموضوعات التي سيتم تناولها؟
- ما ستتناوله الموسوعة من موضوعات سيتضمنها كل مجلد من مجلدات المناطق الثلاثة عشرة بحيث يندرج في مجمله تحت المحاور الرئيسة الآتية وما يتفرع منها من عناوين تفصيلية:
مدخل (المملكة العربية السعودية معلومات عامة موجزة).
- التطور التاريخي.
- الخصائص الجغرافية.
- الآثار والمواقع التاريخية.
- الأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد.
- الحركة الثقافية الفكرية.
- الخدمات والمرافق التنموية.
- الاقتصاد والثروات الطبيعية.
- الحياة الفطرية.
- السياحة.
(1) مجال التركيز أو الهدف:
لا بد من تحديد ذلك حتى يتسنى تحديد الموضوعات المراد تضمينها في الموسوعة المزمع تأليفها، وما أن كانت تلك الموسوعة ستغطي مجالاً واحداً أو أكثر من مجالات المعرفة البشرية.
في ضوء ذلك لا بد للموسوعة من أن تشتمل على مقالات واسعة مفصلة مصحوبة بمصادرها ومراجعها، وهي تتطرق إلى مجالات أو نواحٍ معينة من المعرفة، وأن تكون المادة العلمية سهلة الفهم، جامعة بين الإيجاز والوضوح في الوقت نفسه.
(2) تغطية الموضوع:
يجب أن تستوفي الموسوعة الموضوع المتناول بشكل جيد ووافٍ، وأن يكون الموضوع نفسه متماسكاً في شكله ومضمونه، وبالقدر المناسب لجمهورها؛ ذلك لأن أهم العوامل التي تحكم الموسوعة هو الجمهور الموجهة إليه، ثقافة ووعياً وسناً.
(3) الجمهور:
ينبغي أن يحدد سلفاً الجمهور الذي يريده لها، حتى يحسن مخاطبته موضوعاً، ولغة، وأسلوباً، ووسائل إيضاحية، تفصيلاً أو إيجازاً، وذلك لما لا يخفى من أهمية كبيرة للجمهور عند القيام بتأليف عمل ضخم كالموسوعة؛ فللجمهور دور حيوي في التخطيط لإصدار أي موسوعة من الموسوعات. لذلك لا بد من أن يقوم محررو الموسوعة باختيار معلومات دقيقة وموضوعية يمكن فهمها بطريقة مباشرة، وأن يكون هناك تكامل بين الموجود الواجب التعريف به من ناحية، وبين غير الموجود الواجب البحث عنه والتعريف به وتبيينه وتوضيحه.
(4) الترتيب والأسلوب:
تتبع معظم الموسوعات إما الترتيب الهجائي وإما الترتيب الموضوعي لمادتها. وإن معظم الموسوعات العامة (أو المطبوعة)، سواءً كانت في مجلد واحد أو أكثر، مرتبةً ترتيباً هجائياً واحداً من الألف (أ) إلى الياء (ي) في الموسوعات العربية، أو من A إلى Z في الموسوعات الأجنبية.
وفي هذه الحالة يكون لها إما كشاف واحد وإما عدة كشافات.. وهناك بعض مجموعات تكون مرتبة موضوعياً في أبواب، باباً لموضوع كبير واحد أو أكثر، تندرج تحته موضوعات صغيرة مرتبة ترتيباً هجائياً - أبجدياً أو في مجموعات صغيرة متصلة. أما الموسوعات المتخصصة فقد يخصص أحد المجلدات منها على سبيل المثال للنباتات، وآخر للحيوانات، وثالث للتاريخ أو الفنون، أو أي موضوعات أخرى؛ وسواءً أكانت الموضوعات أو المقالات طويلة أم قصيرة، متعددةً أم محددةً، فينبغي أن يكون النص متماسكاً ومقروءاً وشاملاً وحيوياً وممتعاً.
(5) الشكل:
لشكل الموسوعة أهمية كبرى، سواءً أكانت نسختها مطبوعة أم إلكترونية، على النحو الآتي:
(أ) النسخة المطبوعة:
للشكل الإخراجي، والمظهر المادي، لكل صفحة من صفحات الموسوعة دوران مهمان في شكل الموسوعة الكلي. يجب إخراج الموسوعة بشكل لائق جذاب يثير الاهتمام. إن الشكل الجيد والجذاب للموسوعة هو الذي تتوافر فيه عدة عناصر إخراجية مهمة، منها مناسبة الحجم؛ والأمور الفنية الطباعية، من حيث حجم البنط الطباعي المناسب والجيد، والمسافات بين الأسطر، وعدد الأعمدة التي تقسم إليها الصفحة؛ والوسائل الإيضاحية من صور، وأشكال، ورسوم بيانية، وخرائط بيانية أو عادية. كما يجب أن تكون الوسائل الإيضاحية موضِّحة تماماً للموضوع، كافية عدداً، سهلة الاستيعاب ومناسبة لاهتمامات المستخدم وعمره، ومستواه الثقافي.
كما لا بد من أن تجلد الموسوعة تجليداً يضع في الاعتبار احتمال استخدامها المتكرر المكثف، وبخاصة أن نسخاً منها قد تودع في المكتبات العامة.
|