Sunday 10th October,200411700العددالأحد 26 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

صوت من داخل (المعاهد العلمية).. صوت من داخل (المعاهد العلمية)..
أيّ (عذاب)..؟! وأيّ! (ببَّغَاء) يا هذا..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* أصوات من داخل المعاهد العلمية.. أريحونا من هذا العذاب..!
* كان هذا الذي تقدم، عنوان مقالي يوم الأحد الفارط، (3 أكتوبر 2004م)، وفيه عرضت لرسالة موقعة من عدد من معلمي (المعاهد العلمية)، يشكون فيها من العزلة والجمود والشعور بالملل، نتيجة النمطية الإدارية - كما يقولون - التي تحكم سير العمل في عشرات المعاهد العلمية، فكلها مربوطة بجامعة الإمام في الرياض، مع أنها جزء من التعليم العام، وكان يفترض أن تكون ضمن منظومة التعليم العام.. إلى آخر ما تضمنته الرسالة إياها.
* بعد النشر، توصلت بعدد كبير من المداخلات الهاتفية والفاكسية والبريدية من منسوبي هذه المعاهد، ويسرني أن أفسح المجال هذا اليوم، لرسالة الأخ الأستاذ (علي بن عبد الله الشعبي)، وهو مرشد طلابي في المعهد العلمي في (محافظة البكيرية)، من القصيم، وهو بدون شك، يعرض وجهة نظر مغايرة لوجهة نظر زملائه، وسوف يكون لي تعليق موجز في ختام هذه الرسالة.. يقول الأخ الشعبي:
* اطلعت على ما كتبتم في جريدة الجزيرة يوم (الأحد) الموافق 19-8-1425هـ عدد (11693) الصفحة (17) تحت عنوان: (أصوات من داخل المعاهد العلمية.. أريحونا من هذا العذاب)..؟!!
* لاشك أستاذي، أن هذا الموضوع في أحسن أحواله، رأي مجموعة من الأساتذة والطلاب، ولا ينم البتة، عن رأيكم ولا رأي شريحة أخرى من المعلمين من عدة جهات.. أسوق لك أستاذي الفاضل شيئاً منها:
1- أشارت وجهة نظر الزملاء، إلى أنهم في المعاهد العلمية، معزولون عن الجهات التربوية الأخرى، على سبيل المثال: وزارة التربية والتعيلم، وأقول لهم: وما شأن المعاهد الصحية، والمعاهد الصناعية، وكذا التجارية..؟! أليست هي الأخرى لا تشرف عليها وزارة التربية والتعيلم..؟! وهي تعيش في أحسن أوضاعها كما نعرف ويعرف الجميع. ولماذا لم يشعر الطلاب فيها، أنهم معزولون عن المجتمع..؟ بل العكس، يرون أنفسهم أنهم قادرون - بإذن الله تعالى - على الإبداع في مجالهم بعد تخرجهم، خدمة لوطنهم ومجتمعهم.
2- ذكروا أن المعاهد العلمية، أصبحت للأسف، (كضمان اجتماعي)، فلا يأتي إليها في الغالب، إلا الطلاب المحتاجون!! هل الأساتذة الفضلاء، وضعوا دراسة لذلك، أم أنه رأي ارتأوه فحاولوا تعميمه على طلاب المعاهد..؟! وإذا كان الوضع كما ذكروه، فهل طلاب المعاهد الأخرى، ومدارس تحفيظ القرآن، والذين يصرف لهم مكافآت شهرية، تفوق طلاب المعاهد العلمية، هم أغلبهم من ذوي الدخل المحدود..؟!
3- أشار المقال، إلى أن كثيراً من طلاب المعاهد العلمية، هم ضعاف، بل وأن ضعفهم، هو علامة مميزة للمعاهد العلمية، ولهذا كثر عدد الطلاب غير المميزين فيها!! ولا أدري حقيقة، كيف استنبطوا هذه النتيجة.. خصوصاً إذا عرفنا أن مثل هذه الدراسات، تكلف الجهد الكبير، والوقت الكثير.. أم أن كلامهم هذا، ناتج عن تخمين وتخبط، كي تزداد معه ورقتهم في نقاط سلبية للمعاهد العلمية!؟
فالذي أعرفه ويعرفه غيري، أن طلاب المعاهد العلمية، ليسوا أبداً بمنأى عن بقية زملائهم في مدارس الدولة المختلفة.
4- عرّج المقال إلى عدم قدرة المعلم في المعاهد، على التنقل كما هو حاصل في مدارس وزارة التربية !! وأجيب : وما شأن مدرسي المعاهد الصحية، والمعاهد الصناعية والتجارية، والتي لا يوجد منها في المنطقة، وليست المحافظة، إلا ربما معهد واحد..؟! هل شكا معلموها من عدم حرية التنقل..؟ أم أنهم كانوا على دراية بواقعهم..؟ وجعلوا همهم خدمة طلابهم أولاً لا خدمة أنفسهم..! وهذا حال كثير من موظفي الدولة، في أماكن لا يوجد بها دوائر منتشرة في مناطقهم، إذ إن هدفهم منصب لغيرهم أولاً وآخراً.
5- تناول المقال، الملل الذي يشعر به المعلمون والطلاب داخل معاهدهم! وما عرف هؤلاء الأساتذة، أنهم هم أنفسهم القادرون على كسر هذا الملل ، بالتجديد، والإبداع، والتحاور، والتشاور، فيما بينهم ولا أحد ينكر أن كثيراً من المدارس، تعيش بأسرة واحدة، من معلمين ومديرين من سنوات طويلة، ولكنهم جعلوا الملل كابوساً فحاربوه فيما بينهم، وأصبح تطلعهم إلى خطط وبرامج لطلابهم، أكثر من ركونهم ودعتهم إلى راحتهم، وتحميل غيرهم وزراً لم يرتكبوه.
6- ذكروا في مقالهم، أن وزارة التربية والتعليم، هي طموح وحلم يريدون الوصول إليه، وما حس هؤلاء الأساتذة، بشعور زملاء لهم في وزارة التربية والتعليم، هم أنفسهم يشكون جوانب كثيرة مما يشتكي منه هؤلاء الزملاء. ونحن نعرف أن مدارس الوزارة، ربما تشكو إلى اليوم، من قصور في المناهج والمعلمين، وكذا التجهيزات المدرسية، وكأن الوزارة تقول: (كل عليه من زمانه واكف)..! ولا ندعي الجديد في هذا، فنقص مدرسي بعض المواد حاصل إلى هذا اليوم.
7- تطرق المقال، إلى أنهم (مساكين) داخل معاهدهم..! فلا تغيير يذكر، ولا طموحات تشكر، وكأن الإخوة لا يعيشون داخل أسوار معاهدهم، فنحن في هذه السنة فقط، شهدنا تطويرات جديدة في المعاهد منها: إدخال مادة الحاسب الآلي، وزيادة في حصص اللغة الإنجليزية، وتطوير المهارات اللغوية، وكذا المهارات الكتابية، فيما أدري ماذا يعدون هذا؟ وكنت أتمنى لو كانت هذه التطورات في الوزارة، فماذا سيقول عنها هؤلاء الزملاء!!
8- أشار المقال، إلى أن أحد مدرسي الرياضيات في المعاهد العلمية، أصبح (كالببغاء)!! وهو أدرى بنفسه!! يردد منذ عشر سنوات ما يقوله!! مع أن لديه المواهب والقدرات، ولكن لا يستطيع أن يتفوه بها!! وأريد أن أسأله هنا: ومن وقف حارساً عليه يمنعه من مواهبه يا ترى..؟! وصدق الشاعر الذي قال:


ولم أر في عيوب الناس عيباً
كنقص القادرين على التمام

9- نحن إخوتي مدرسي المعاهد العلمية، لاشك أننا ندرس لهدف وغاية، فالهدف رفع الجهل عن شباب وطنناً، والغاية هي الوصول بهم إلى حياة كريمة، في ظل قيادتنا، والتي أولت المعاهد العلمية، الكثير من الجهد والمال، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من مكانة، وحتى تخرج فيها آلاف الطلاب، الذين هم الآن يتمركزون في مراكز عليا في بلادنا - حرسها الله - فالأولى أن ندعمها بفكرنا ورأينا، لا أن نقول لها سحقاً وبئس المصير، فالمعاهد العلمية وجدت لتبقى، نبراساً يستضيء به أبناء هذه البلاد.
10- والحق أقول: إن وكالة الجامعة، ممثلة (في إدارة التوجيه التربوي)، ينقصها بعض الشيء، من ذلك مثلاً: إقامة الدورات لمعلمي المعاهد العلمية ومديريها، كي يكونوا أكثر دراية بالعملية التعليمية والتربوية، ونحن ولله الحمد في مملكتنا، لا تكاد توجد منطقة إلا وبها جامعة أو كلية، فليس هناك ما يمنع، من الاستفادة من طاقات وخبرات هذه الجامعات وأساتذتها، من عقد لقاء مع مدرسي هذه المعاهد.
* شكراً للأخ الأستاذ (علي الشعبي)، على ما تفضل به من وجهة نظر تستحق الاحترام، لكني في حقيقة الأمر، أميل إلى غير ما دفع به، كون القضية التي أثارها معلمون وطلاب من مختلف المعاهد العلمية، لا تتوقف عند حد تطوير مهارات، وزيادة حصص للغة الإنجليزية، أو القبول بما هي عليه من وضع يثير التذمر، لمجرد المقارنة بالمعاهد الصحية والصناعية والتجارية.
* القضية في أساسها، تتعلق بالأسلوب الذي تدار به هذه المعاهد، وتلك المركزية المفرطة، التي تجعل المعاهد تعود لجامعة الإمام في كل صغيرة وكبيرة، لكن ما هي أم القضايا في هذا الأمر، هي إلحاق مؤسسات من قطاع التعليم العام، بقطاع التعليم العالي، وفي هذا تجاوز هيكلي ضار، خاصة ونحن نعرف اتجاه الدولة نحو التنظيم الإداري السليم، الذي يراعي التخصص في كافة المجالات، وقد نجم عنه مؤخراً، ضم تعليم البنات إلى وزارة التربية والتعليم، وضم كليات المعلمين والمعلمات، إلى التعليم العالي، وهذه بعض ثمار لجنة الإصلاح الإداري، التي يقودها الأمير (سلطان بن عبد العزيز)، والمعاهد العلمية ليست استثناء بطبيعة الحال، ولعل أمرها يستأثر ببعض جهود هذه اللجنة في القريب العاجل.
* أعتقد أن أبناءنا في المعاهد العلمية، يستحقون منا التفكير في مستقبلهم بتجرد أكثر.. فهلا فعلنا ذلك..؟
027361552 fax:


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved