تفتتح اليوم الأحد ندوة الطفولة المبكرة برعاية كريمة من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والندوة بحد ذاتها تحول مهم في مسار رحلة الاهتمام بالطفولة التي كانت تسير على الخط الجانبي لمسيرة تنميتنا الثقافية والاجتماعية.
فالعالم من حولنا يعطي الطفل حقه من الاهتمام والرعاية ابتداء من الأسرة وحتى وهو على مقاعد الدراسة، ولعل هذا ما شعر به المهتمون بقضية الطفل لدينا فاحتاج الأمر إلى دعم رسمي تمثل في رعاية الأمير عبدالله -حفظه الله- لمثل هذه الندوة الذي لا يتوانى عن دعم كل ما يفيد الوطن ورجاله ونساءه وأطفاله. إلا أن ما يلفت النظر هو أن غالبية المشاركين في الندوة لا يتبعون لمؤسسات متخصصة في مجال الطفولة، وهنا يبرز سؤال أن غير المتخصص كيف له أن يشارك في موضوع هو بعيد عنه تماماً أو هو فرع من اهتماماته؟ بل وهذا يثير قضية مهمة هو أن علينا قبل أن نتحدث عن المصاعب التي تواجه الطفل بالمملكة أن نوجد المؤسسات (المتخصصة) في مجالات رعاية الطفل والتي عليها ألا تهتم إلا بالطفل وتستطيع وحدها أن تقيم وفق دراسات وبحوث ما يحتاجه الطفل، أما أن يكون الطفل بما له من أهمية هو جزئية في نشاط إحدى الإدارات الحكومية، فهذا ما وصل بنا إلى هذا الوضع! ولعل أهم بداية هو تشكيل المراكز الثقافية التي تعنى بثقافة الطفل ويعمل بها متخصصون في ثقافة الطفل وأدبه وتربيته ومشاكله النفسية والاجتماعية مع ضرورة إنشاء المجلس الأعلى للطفولة الذي سيكون مصدر التنظيم والإعداد للدراسات والبحوث ويوجه المجتمع وقوانينه فيما يخص الطفل وفق خطط واضحة.
إن البداية الحقيقية لرعاية الطفل هو الفصل التام بين الطفل والاهتمام به وبين أن يتبع إدارة حكومية لمسؤوليها وموظفيها العديد من الاهتمامات من بينها الاهتمام برعاية الطفولة، فلن يستطيعوا أن ينجزوا لأطفالنا شيئاً مهما كانت قدراتهم خارقة وسيظل اهتمامنا بالطفل والطفولة (المبكرة) (متأخراً) عن الركب العالمي!!
|