أعداء تعليمنا هم أولئك الذين تؤدي أفكارهم وممارساتهم المتخلفة إلى جر التعليم - ومن وراءه الوطن - إلى الوراء.. إن موقعنا الحالي بين الأمم على مسطرة التنمية والتحضر لم يعد يحتمل أن يكون لتعليمنا أعداء.. لكن من هم أولئك الذين يناصبون تعليمنا العداء؟.. إنهم كثر، وسأشير إلى رؤسهم.
يعادي تعليمنا - كما يشير دائماً معالي وزير التربية الدكتور محمد الرشيد - أصحاب فكر غالٍ منحرف وشاذ، يريدون نشره بين طلابنا.. إنهم أولئك الذين يعملون على خطف أو تعطيل عقول أبنائنا ليمارسوا التفكير نيابة عنهم.
يناصب تعليمنا العداء أولئك الذين يصرون على فرض البيروقراطية المترهلة على مؤسساتنا التعليمية من أجل أن يصبوا النظام التعليمي في قوالب إدارية جامدة (فعدم وجود رقم وظيفة أهم من ترك طلابنا بلا معلمين - مثلاً).
يعادي تعليمنا كاتب قوي الصوت ضعيف الحجة لا يرى أبعد من أنفه.. يعادي تعليمنا مسؤول أسقط الهمّ التربوي من كل حساباته وناضل بحثاً عن الوجاهة. يعادي تعليمنا موظف مسؤول وجد نفسه فجأة يشغل موقعاً إدارياً أكبر منه بكثير فبدأ يملأ فراغ الكرسي بالأعاجيب.
وأخيراً يعادي تعليمنا معلم لا يتصور إطلاقاً المتعة واللذة التي يمكن أن تعتاده لو أكسب طلابه مستوى راقياً من الإبداع والتفكير.. والعجيب في الأمر أن أعداء تعليمنا هؤلاء يطلّون علينا في المنابر كل صباح ومساء ليخوفونا أو يقدموا لنا درساً في الوطنية أو يدغدغوا مشاعرنا.. كفى.. كفى.
|