Saturday 9th October,200411699العددالسبت 25 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

هاهم أبناء الوطن هاهم أبناء الوطن
تركي بن زايد بن محمد العابط

القافلة الخيرة تسير، ونحن أبناء المملكة الحبيبة نحمل مشاعل الخير في كل مجال لنضيء أماكن العز في كل صقع من أصقاع بلادنا بتوفيق من الله جلت قدرته، ثم بفضل حكومتنا الرشيدة- أيدها الله-. فأنى اتجهت في رحاب بلادنا التي حباها الله قدسية الحرمين الشريفين لا نرى إلا مشروعاً ينفذ، أو صرحاً شامخاً يبنى، أو منشأة عملاقة تقوم، ومرد ذلك يعود إلى التكاتف والتآزر والتعاضد والتكافل، فنحن لحمة واحدة ونسيج واحد بل وفي سفينة واحدة تمخر بنا عباب بحر الخير، يقودها رباننا لترسو بنا على شاطىء الأمان، وقدوتنا في ذلك رسول الله النبي المصطفى المختار عليه الصلاة والسلام حيث يقول: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).
وتاريخنا حافل بالإنجازات العظيمة التي تترجم ولاءنا، وانتماءنا لهذا البلد الطيب المعطاء، وليست محددة بزمان ولا مكان، فكل يوم ينبثق فجر جديد، تسطر فيه بصمات لأهل الخير، والناس قاطبة يلهجون بذكرهم على مر الليالي والسنين، لأن ديدنهم الخير دائماً في أبهى صوره وأجمل أشكاله، وخير الناس أنفعهم للناس، يقضون حوائج البشر بيسر وسهولة لا يبتغون إلا رضاء الواحد الديان.
وهبت نسائم يوم عاطر، وبزغت شمسه المشرقة الوضاءة لتثبتنا عن ولادة هذا اليوم المبارك الذي أصبح له تاريخ لا ينسى في منطقتنا جوف الخير والنماء، وتحديداً يوم الاثنين في الثالث عشر من شهر شعبان لعام ألف وأربعمائة وخمسة وعشرين من الهجرة افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الجوف- حفظه الله- مركز الخريف الخيري لأمراض الكلى بمستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بسكاكا الذي شيد على نفقة الشيخ عبدالرحمن الخريف حفظه الله وأمد في عمره.
صرح خيري جديد لتوفير الرعاية الشاملة المتخصصة المجانية عبر منظومة أعمال خيرية توالت من رجل الخير الشيخ عبدالرحمن في بلدنا الحبيب، بل وبوابة أمل فتحت أمام المرضى الذين يعانون من وطأة هذا المرض العضال عافانا الله وإياكم منه، ويدل ذلك على التكاتف والتراحم الذي يميز مجتمعنا عن غيره من المجتمعات انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
والشيخ عبدالرحمن مشهود له بالخير جواد كريم معطاء، ويذكرني قول الشاعر:


فما جازه جود ولا حل دونه
ولكن يسير الجود حيث يسيرُ

وإنه ليتحمل كافة نفقات وتكاليف هذا المركز إذ يضيف إلى سجله صفحة ناصعة البياض تسجل بأحرف من نور، وقد قيل: سادات الناس في الدنيا الأسخياء، فجزاه الله عنا خير الجزاء.
ونحن أبناء منطقة الجوف ممثلين بمقام أميرنا المحبوب لدى الجميع بدورنا نثمن هذه اللفتة الحانية الكريمة للشيخ عبدالرحمن مازال فينا عين تطرف وقلب ينبض على مر الليالي والأيام، وهذه يد بيضاء امتدت إلى ربوع منطقتنا لتأسو الجراح وتبعد عنا شبح الهموم والأحزان، وهذا عمل يشكر عليه فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، واليد العليا المعطاءة لها نظرة إكبار وإجلال تُضمخ بأريج المحبة وترش بعبق الطيب.
والنفس البشرية المؤمنة عظيمة عند الله، فمن كان سبباً في شفائها ورد نعمة الصحة إليها فجزاؤه أضعاف الضعف عند خالقه يوم العرض الأكبر في أرض المحشر لقوله عز من قائل: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} سورة المائدة (32)، والعطاء متواصل من أهل الخير على دروب الخير في شتى المجالات، وهذه المراكز الحية والمشافي ودور العلم والمساجد... ما هي إلا شاهد وترجمان ميداني لتلك الأيادي البيضاء، كما ولا ننسى ما أنجزه الشيخ محمد السبيعي من إنشاء جامع كبير وملحقاته الذي أصبح علماً من معالم المنطقة، وأسأل الله للشيخين مزيداً من العون والتوفيق، وما هذه الأعمال إلا غيض من فيض، وهذه اللفتات الكريمة من توجيهات حكومتنا الرشيدة- أعزها الله وحفظها آمنة من كل مكروه وسدد على طريق الخير خطاها، وحفظ الله أبناءها المخلصين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved