اعتبر تعدد الأقطاب سيحمي الدول الضعيفة من التعسف،،بوتين:
نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على موقفنا بالعراق

* موسكو - سعيد طانيوس:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة لن تؤثر على سياسة روسيا تجاه العراق, مشيراً إلى أن نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة لا يمكن أن تؤدي إلى إحداث أي تغيير إذ أن (السياسة حيال عدد كامل من القضايا تبنى على فهم فلسفة تطور العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولي ولا تقوم على العلاقات الشخصية).
وأضاف أنه ينبغي على الأسرة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة أن تلعب دوراً أكثر حزماً في حل المشكلة العراقية.. ومن أجل ذلك يجب إحداث تغيير كبير في دور المنظمة الدولية.
ودعا بوتين إلى توسيع دور الأمم المتحدة في حل الأزمة العراقية, مشيراً إلى أن هناك فهماً لضرورة التعاون بين كل الأطراف المعنية من أجل حل هذه المشكلة.
وأعرب الرئيس الروسي عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش يبذل ما بوسعه للخروج من هذا الوضع الصعب، مشيراً إلى أنه ناقش الوضع في العراق مع الرئيس الأمريكي في وقت سابق، إلا أن الرئيس بوتين رأى مع ذلك أن المشكلة العراقية لن يتسنى حلها إلا عندما ينبري الشعب العراقي بنفسه لتحديد مصير بلاده.
من جهة ثانية، دعا بوتين التحالف المناهض للإرهاب لإدراك ضرورة التعاطي الموحد مع مسألة حماية الأمن الدولي في القرن الحادي والعشرين.
وقال الرئيس الروسي رداً على أسئلة المشتركين في مؤتمر وكالات الأنباء المنعقد في موسكو: إن ثبات أسس هذه العملية لا يمكن أن يضمنه سوى عالم متعدد الأقطاب يسوده القانون الدولي وتشعر فيه الدول التي تعتبر نفسها في موقع ضعف نسبي بأنها تعيش في جو من الأمن محمية من التعسف.
وأشار رئيس الدولة الروسي إلى أن العالم المتغير لم يعد ذا قطبين.
وأكد بهذا الصدد عدم جواز استخدام الآليات القديمة لتحقيق المصالح الذاتية.
وقال بوتين: (إننا أخرجنا عفريت السلاح النووي من القمقم وعلينا أن نعيده إليه، كما يجب أن نقحم في القمقم عفريت الإرهاب الدولي، ويتعين على الجميع أن يدرك أن الإرهاب الدولي هو خطر مشترك ويجب التخلي عن كل مخلفات الماضي وتضافر الجهود من أجل المضي قدماً نحو المستقبل).وكان قد افتتح في موسكو أعمال أول مؤتمر عالمي لوكالات الأنباء بمشاركة ممثلي 115 وكالة في روسيا و100 دولة أجنبية بما فيها الدول العربية.
وبحث مندوبو المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار (الإعلام: تحديات القرن الحادي والعشرين) التحديات الجديدة التي تواجه البشرية في مجال التكنولوجيات المعلوماتية وعلى النطاق الجيوسياسي, وكذلك مسألة التغطية الموضوعية للأحداث العالمية وضمان أمن الصحفيين في (النقاط الساخنة) واستخدام أحدث الطرائق التكنولوجية في وسائل الإعلام الجماهيري.
وتطرق ممثلو وكالات الأنباء العالمية إلى التحدي الشامل الذي يواجه البشرية ممثلاً بالإرهاب الدولي.
وحضر المؤتمر كويتيرو ماتسورا المدير العام لمنظمة اليونسكو الذي سيقدم كتابه المعنون (اليونسكو - عامل أمل).
ويختتم المؤتمر الذي عقد بدعم من الأمم المتحدة واليونسكو والحكومة الروسية وبلدية موسكو أعماله في يوم السبت القادم.
وقال الرئيس الروسي في الكلمة التي ألقاها أمام هذا المؤتمر: إن العمليات الإرهابية التي استهدفت روسيا مؤخراً تمثل تحدياً للبشرية جمعاء وتشكل خطراً على كل دول العالم المتحضر، لذلك يجب أن توجه دول العالم رداً مشتركاً على الإرهاب.