عبر (الشاشة) الفضية.. مدىً لاختلاط
الألوان.. وتماس مكوناتها..!
(الشاشة).. وإن كانت مضيئة.. فالظلام
ينسج من أشعتها دثاره القبيح..! (أحياناً)..!
تلك الشاشة.. مستودع وتجلٍ لمئات البرامج.. والمشاهد.. والناس..
خزينة التوجهات والأفكار.. والأديان..
(مشهد) للقيم.. ماعفَّ منها وعلى.. وما تدنى واستفل..!!
** لم تعد الشاشة في زمن العولمة.. والعولميين
مادة للتسلية.. أو وسيطاً لنقل الأخبار.
.. أو كما تنعتها أدبيات الوصف: إعلاماً مشاهداً..!
أحالها الزمن العولمي ونباهة الأفكار.. وطفرة المعلومات..
وثورات الاتصال..؛ إلى استراتيجية لبناء القيم وغرس المفاهيم
وتكريس القناعات وإشاعة الثقافات..!
ظفر فضاؤنا العربي منها.. بما يوائم (خصوصيته)..!!
لاواء مجانية.. ودهشة تفاهات.. وإذابة الضمير
والمسؤولية؛ بسوائل الجسد وألوانه المترفة..!
** (قناة عربية واحدة).. تملك حق إنتاج ألفي فيديو كليب..!
الذي استشرى.. ليصبح مقوماً من مقومات نجاحنا الإعلامي..!!
وتتواصل الاستشراءات.. ليبتكر عبقريونا الفضائيون
ثقافة فضائية أخرى.. تنبثق من لظى شوق
عارم.. يتوق ويتشوف وبفضول كريه.. إلى نشر الفضائح
وهتك المستور.. واقتحام سرائر البيوت وأسرارها..!
ورش عصارة غسيلها (النظيف..!!) على الملأ...!
** فتجلى قرداحي في (افتح قلبك) ومحمود سعد في (مباشر)..
يتباريان في إثراء أوقات المشاهدين وأذهانهم وذوائقهم..!
الأول يصيخ.. وبملامح مسرحية باهتة، إلى خصوصيات ودموع
وأسرار.. يستفزها بلا خجل..! ليصلح بين القلوب..!
والآخر.. يمعن وبهوس مرضي.. نبش مادقَّ وخفي..
مما حدث بين مطرب وزوجته المذيعة..!
وراقصة ورجل أعمال.. ومطربة وزوجها الملحن..!
وتتبع دراما حمل سفاح بين ممثل ناشئ وصديقته الممثلة..!
همهمات سرير.. وتفاصيل (سوداء) لليالٍ
بلا ضياء..! وظلمات قيم.. ومأزق أخلاقيات..!
وعفونة تنافس.. للظفر بأكبر قدرٍ من الفضائح..
يتبارى المذيعان.. للفوز بنجومية نشرها.. وإخراجها من كمائن سترها..!
** ثقافة طازجة.. تبحث وبنهم ٍمسعور.. عن ذوات فارغة..
معلنة جماهيريتها.. بمنجزات لا تشرف.. وتفاصيل لا تسر..!
تقتحم أحاسيس ظمأى لما يشبع رمق حدقاتها
الملطخة بكل الألوان.. عدا البياض..
عدا النقاء.. والله المستعان.
| 
"مقـالات"