واحد كألف..
في يوم اليرموك كان عدد المسلمين أربعين ألفاً، وعدد الروم مائتين وأربعين ألفاً، وكان في جيش المسلمين الزبير بن العوام رضي الله عنه فجاءه جماعة من المسلمين وقالوا نريد أن نكون معك! قال: لا تقوون، قالوا نعاهدك فقال: اتبعوني.. فهجم على الروم ولم يلتفت فهاب مَن وراءه وأحجموا وتقدَّم فاخترق جيش الروم يقتل ويضرب بسيفه حتى انتهى إلى آخرهم ثم عاد سيرته الأولى ولما رجع إلى المسلمين قال لمن عاهدوه: ما لكم؟! قالوا: هبنا الجيش الكثير ولكنا نعاهدك الآن فقال: لا تقوون فعاهدوه وأقبل على الجيش واخترقه وحده وتخلَّف أصحابه وصار يضرب ويفتك حتى عاد..
رحم الله الزبير لقد كان شجاعاً فتَّاكاً لا يهاب الموت ولا غرو:
فالناس ألف منهم كواحد
وواحد كالألف إن أمر عنى |
ألا ما أحوج المسلمين إلى رجال مثل الزبير! ألا ما أحوجهم إلى رجال مثل أصحاب الزبير.. إن الإيمان يصغر أمامه كل شيء في هذه الحياة حتى مئات الألوف من الجيوش المحاربة وهو شجاعة وقوة وإيمان بالنفس ورضا بالواقع وزهد في الدنيا.. وبدون إيمان لن تجدي الجيوش الجرارة ولا السلاح ولا القتال.. وهذه شواهد من تاريخنا قائمة تغنينا عن تلمس الوقائع وأقوال الآخرين.. ولكن هل نفهم تاريخنا..؟
|