في مثل هذا اليوم من عام 1993 وافق مجلس الأمن الدولي على رفع بقايا العقوبات الاقتصادية الدولية على جنوب إفريقيا بعد أن تخلت الأقلية البيضاء عن سيطرتها على الحكم في هذه الدولة وإنهاء نظام التمييز العنصري ضد الأغلبية السوداء لتبدأ جنوب إفريقيا مرحلة جديدة من تاريخها تحت رئاسة الزعيم الأسود نلسون مانديلا الذي قاد كفاح الزنوج من أجل القضاء التفرقة العنصرية على مدى أكثر من 30 عاما.
وكان المجتمع الدولي قد بدأ يلتفت إلى فظاعة النظام العنصري في جنوب إفريقيا بعد سلسلة المذابح التي ارتكبتها الأقلية البيضاء ضد الزنوج فقررت منظمة دول الكومنولث طرد جنوب إفريقيا. وفي عام 1973 أعلنت الأمم المتحدة أن التمييز العنصري جريمة ضد الإنسانية. وكان هذا القرار موجها في المقام الأول إلى جنوب إفريقيا وإلى نظام الفصل العنصري الذي كان موجودا برودوسيا الذي كان قائما في ذلك الوقت قبل انهياره وتغيير اسم البلاد إلى زيمبابوي.وفي عام 1976 حدثت مواجهات عنيفة بين الشرطة البيضاء والمتظاهرين الزنوج مما أدى إلى مقتل أكثر من 500 زنجي على يد الشرطة فيما عرفت باسم مذبحة سويتو. وقد دفعت هذه المذبحة الأمم المتحدة إلى تبني قرار يفرض حظرا على تصدير السلاح إلى جنوب إفريقيا عام 1977. وفي عام 1986 وافق الكونجرس الأمريكي على فرض عقوبات اقتصادية على نظام حكم الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا احتجاجا على استمرار نظام الفصل العنصري.وأمام الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية الخارجية على حكومة الأقلية البيضاء والضغوط الشعبية الداخلية من جانب الأغلبية الزنجية اضطرت حكومة الرئيس الجنوب إفريقي فريدريك دي كليرك عام 1990 إلى إطلاق سراح الزعيم الزنجي مانديلا بعد اعتقال استمر أكثر من 25 عاما.وبعد إطلاق سراح مانديلا بدأت مفاوضات بناءة بين الأغلبية السوداء والأقلية البيضاء انتهت بالاتفاق على إلغاء نظام التمييز العنصري وإجراء انتخابات حرة أدت إلى فوز الزعيم مانديلا وحزب المؤتمر الذي يتزعمه بالسلطة.بعدها بدأ المجتمع الدولي يرفع حصاره عن جنوب إفريقيا وبدأت هذه الدولة تعود تدريجيا إلى المجتمع الدولي حتى عام 1993 عندما قررت الأمم المتحدة رفع كل العقوبات المفروضة عليها.
|