سيد المجد كله.. وسيد الجود كله...
سيدٌ من أصل ساداتٍ في القدم.. وسيدٌ تعدى بصيته كل الأمم..
ثلاثة وعشرون عاماً من الخير مضت لم يعرف شبابنا قائداً غيرك...
وحتى من تعدى العشرين منا فإنه لم يفتح عقله وعيناه إلا وهو يعلن الولاء بعد الله سبحانه لك.
أقمت لنا العلم فوصلنا القمر.. وأقمت لنا الأمن فلم نخش السفر.. وأقمت لنا العدل فلم نخش القهر.
في عهدك.. عانقت المباني السحب.. وفي عهدك تجلى صيتنا في الفضاء الرحب.. وفي عهدك أصبح كلٌ منّا للآخر محب.
يا سيد الأمم.. ومليكي يا صاحب الهمم..
أعلم أنك أكبر من الثناء عليك وان حقك علينا كبير وقدرك كبير في قلب الصغير والكبير..
أنت ملجأ اليتيم الصغير.. وأنت نظرٌ للكبير الضرير..
تواضعت حتى عانقت النجوم طولاً.. وتواضعت حتى خدمت بيوت الله محبة.. عزفت عن ألقاب العلو والرفعة
وأخذت الأجر والغنيمة فاخترت خدمة البيتين لخادم الحرمين الشريفين.
وأوليتها رغم مشاغلك الكبيرة اهتماماً.. فأصبحت في عهدك منارة للعمارة.. وأصبحت أكبر توسعة شهدها الحرمان
فهنيئاً لك
يا سيد الامم.. عندما خان البعض الجوار.. واجتاح الديار.. وخلّف الأرامل.. واليتامى والصغار.. لم تقف مكتوف اليدين.. بل وعدت فأوفيت.. وأرخصت مالك وبلدك في سبيل إعادة الحق.. فهنيئاً لك.
فاصلة
لن يوفيك النثر حقك.. ولن يوفيك الشعر حقك.. ولن توفيك أعمارنا لو وهبنا لك بعض حقك.. ولكن يا سيدي:
أدعو الله المعز المذل.. الرافع المجل.. الرحمن الرحيم.. الخالق الكريم.. بأن لا يحرمك من دعاء المسلمين لك..
وأن يجزيك كل الخير على ما فعلته من أجل الحرمين الشريفين.. ويجزيك كل الخير على ما فعلته من أجل كتابه تبارك وجهه..
وجلت صفاته.. وأن يجزيك كل الخير على ما تصدقت.. واعطيت ووعدت ووفيت.
نهاية
سامحني لتقصيري في حقك واعلم تمام العلم بأنني لن أوفيك عن بعضٍ مما فيك من المكارم.. ولكن لن أعيد إلا ما قاله: جدي زبن بن عمير في عام 1374هـ وكان الناس وقتها في جوع وفقر في عرعر وعندما قابلك عاد إلى أهله قائلاً:
قبل فهد نشكي الأوجاع
واليوم أنا وأنت باريافي
فهد.. مع الناس ذكره شاع
يالله.. عسى العز له وافي |
قبل أكثر من 50 عاماً قال هذه القصيدة وها نحن نعترف بكل ما فيها.. أعانك الله على طاعته وجعلك أكثر عباده خوفاً منه.. وأكثر عباده طمعاً في رحمته.. آمين.. آمين.
(*)عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
|