على الرغم من طرحنا القاسي ونقدنا الجريء خلال إطلالتنا الأسبوعية الموسم الماضي.. إلا أن قلب القريب دائماً من سباقاتنا حضوراً وتفاعلاً ودعماً ومساندةً كان مفتوحاً لقراءة وسماع كل شيء بوعي وفهم وتفهم ورغبة صادقة في التجويد للعمل الفروسي بكل أشكاله وتفاصيله!
ذلك القلب هو قلب صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله رئيس اللجان الفنية بنادي الفروسية، حيث ظل آذاناً صاغية وقدرة عالية على مناقشة كل ما فيه خدمة النادي ونهضة الفروسية، وتابع بحماسة كل صغيرة وكبيرة رغم مشاغل سموه ومسؤولياته العديدة التي لم تثنه عن أداء دوره الريادي في مجال الفروسية.
لقد كان الحضور الدائم للأمير متعب في السباقات دافعاً للمزيد من التوهج والحماس في نشاطات الاسطبلات السعودية وانعكس هذا الحضور في السباقات ذاتها وكان الأمير حضوراً مستمراً في كل تلك الإشراقات.
إن الحدث الأبرز القادم - كما يعلم متابعو الفروسية - هو مزاد الخيل 2004 السنوي خلال شهر رمضان المقبل.. وما دام الحديث عن الأمير متعب فإني أعود إلى الوراء حيث الدور الكبير الذي بذله الرجل في استقطاب رجال الأعمال لمزاد الملز« الشهير » فلقد كان ما بذله الأمير متعب جهداً مقدراً وإنجازاً عظيماً، لكن بعض أصحاب النفوس الضعيفة أسقطوا ذلك الحضور فيما بعد بنظرتهم المحدودة وضعف بصرهم وبصيرتهم.
لكن الأمير لم يتنازل عن مسؤولياته وحرصه الشديد على رفعة الفروسية في كافة جوانبها، بل أقولها بكل أمانة وصدق إن الأمير متعب ظل حريصاً في مجلسه الذي حضرته عدة مرات على ترغيب رجال الأعمال في الاستثمار في مجال الخيل دون أن يقسرهم على ذلك. وكنت أحد الموجودين في منصة سموه الخاصة بميدان الملك عبد العزيز بالجنادرية في الموسم الماضي فوجدت عنده بعض رجال الأعمال ومنهم (الحكير) فوجدته كعادته مرغِّباً وداعياً لهم بكل أريحية وإخاء وتقدير واحترام لإرادة الآخرين.. وخلال الأسابيع الماضية توالت على مسامعي الأخبار السارة التي تؤكِّد مواصلة سموه لنهجه المعتاد تشجيعاً لرجال الأعمال في الاستثمار في مجال الخيل، حيث ستعود الفائدة على المستثمرين ثم على رياضة الفروسية والمنتجين السعوديين.
لا أعرف الكلمات التي تفي الأمير متعب حقه.. فالرجل الذي أعطى وأعطى وأعطى، والرجل الذي حمل لنا بشرى سمو ولي العهد بمضاعفة الجوائز لهذا العام. والرجل الذي ظل قريباً منا في كل الأسابيع حتى لو كان حضوره لمتابعة جياده، والرجل الذي يشعر الجميع بأنه معهم وأنهم جزء أصيل من اهتماماته، والرجل الذي يحرص على زف البشرى لكل أهل الخيل بالأخبار المفرحة التي ترفع من معنوياتهم وتزيد من اطمئنانهم على مستقبلهم الفروسي بعد أن أصبحت هذه الرياضة مصدر معيشة ورزق لهم.. هذا الرجل هو متعب بن عبد الله.. إنه أبو عبد الله صاحب الوجود الفاعل، والزراع الساند لسمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز وسمو الأمير بدر بن عبد العزيز والرمزين سلطان بن محمد وفيصل بن خالد والعنوان الضخم الذي يعطي الأمل المتوهج بغدٍ أفضل لرياضة الوطن في وطننا الغالي.. إنها كلمة حق أردنا قولها في حق هذا الرجل، وإذا كانت الكلمات لا تفي فعلياً بمقدار ما نحسه تجاه أبي عبد الله فما فعلناه هو محاولة للتعبير عن جزء من تقديرنا واعتزازنا وحبنا وامتنانا للرجل نظير دعمه وجاهه وحضوره الباهي في ساحات الفروسية ومضاميرها.
المسار الأخير
من شرب من كف غيره ما روى
لعنبو كف على المده قصير |
|