المرء إذا ظُلم ولم يستطع دفع الظلم عن نفسه ولم يستطع أخذ حقه فكيف يتصرف..؟
أبو هند - أ.أ.م - البكيرية - القصيم
ج - الظلم أنواع من حيث صفته وحصوله فهناك ظلم العرض كخيانة أحد الزوجين وهناك ظلم المال كالسرقة أو الأخذ بقوة بصورة ما.
وهناك ظلم القوة والدهاء.. وهناك ظلم هضم الحق، وهذا له صور.
وهناك ظلم الجاه، أو صاحب الجاه ولهذا صور.
وهناك ظلم الوشاية والإثارة ويولد من هذه الأنواع أنواع أخرى.
وكون المرء يبقى مظلوماً مع عدم القدرة على دفع الظلم.. هذا خير له دين ودنيا، وفهم هذا يحتاج إلى تأمل عميق للإيمان به، لأن الظالم خاسر مهما حاز وسعد وَأَمِنَ وهذا كذلك يحتاج إلى تأمُّل مكيث طويل.
فالمظلوم إذا لم يستطع أخذ حقه بسبب: ضعفه - أو عدم قدرته على التعبير- أو عدم قبول تظلمه - أو خوفه ممن ظلمه إذا هو ناهضه - أو لسبب ما موجب صحيح فان المظلوم عليه بما يلي:
1 - ضرورة الصبر الواعي مع حسن الظن بالله تعالى.
2 - كثرة الاستغفار.
3 - لزوم الصمت مع انتظار الفرج.
4 - الاشتغال بما يفيد عن القلق والهمّ والحزن.
5 - الدعاء - دائماً - على الظالم بالاسم والدعاء العام إذا لم يعرف من ظلمه.
6 - عدم العجلة في مجيء النتيجة.
وهذا مهم جداً.
ولعل في تدبُّر سورة - يوسف - صلى الله عليه وسلم.. والشعراء - والقصص، وتأمُّل حديث أبي ذر القدسي ما يعين على تفهم حقيقة حاصل الحال على الظالم.
ومن هذا كله تتضح ضرورة - الصبر - والدعاء خصوصاً مع عدم استعجال الإجابة في شأن مثل هذا يؤمن العبد، ويوقن أن الله مجيبه بحال قد لا يتصورها فالله جل وعلا حكيم عليم.
وهذا ما يغذي الحالة النفسية لدى المظلوم ويولِّد لديه الإحساس بالإجابة وزوال الكرب ويجعل لديه شعوراً قوياً بالفرح، وبتأمل (البداية والنهاية)، وكتاب (الظلم) و(مجابو الدعوة)، يجعل لديه الدافع الكريم من حاكم كريم بزوال مظلمته فالصبر - والدعاء - الدعاء.
|