أثار تذمر واستغراب الكثير من مرتادي مدينة الرياض هذه الأيام تزايد ظاهرة (تسول الأطفال والنسوة المتحجبات!) بشكل لافت للانتباه، عند الإشارات المرورية وفي بعض الأحياء الراقية وفي الشوارع المشهورة المزدحمة، والذي خلاله يقوم هؤلاء المتسولون بمزاحمة السيارات وقائدي المركبات طلباً في استجدائهم ومساعدتهم بطرق شتى،فتارة بدق زجاج نوافذ السيارة المغلقة على أصحابها، وتارة بالوقوف والتسمر أمام السيارة إيغالا في إجبار صاحب السيارة ليعطي أحدهم مالا، ويعمد هؤلاء الذين يتسولون عند الإشارات المرورية بالتفنن في استغلال الحالة الرثة والهيئة الجالبة للاستعطاف بشكل مثير في استجداء المواطنين واستغلال الطيبة واستغلال التوجه الخيري في ذواتهم في زيادة غلتهم من المال الذي يحصلون عليه من المواطنين من جراء تسولهم بشكل مفرط، إن الانسان ليتعجب من تلك الوجوه دائمة الاستمرارية في مزاولة هذه المهنة غير الحضارية والتي تواصل مزاولة هذه المهنة المخالفة غير آبهة بالأنظمة وغير مكترثة بأمر الجهات والدوائر الحكومية المعنية بالقضاء على الممارسات الخاطئة، ومواصلة الإساءة لوجه العاصمة الجميل، ونقل صورة سلبية عن المواطن السعودي بتلك الممارسات غير الحضارية، خصوصاً أن هؤلاء الأطفال والنسوة الذين يمارسون مهنة التسول- عند التمعن في وضعهم- تجدهم في الحقيقة غير سعوديين رغم إتقانهم للبس السعودي بشكل يجعلك تتيقن من أول وهلة أن هذا أو تلك هم سعوديون ولكن تتفاجأ عند مناقشتهم ومخاطبتهم أنهم عكس ذلك بعد انكشاف لهجتهم ولغتهم.
إن ترك الحبل على الغارب من قبل الجهات المعنية لأمر ينذر بوقوع الكثير من الأخطار والأضرار والحوادث المختلفة، خصوصاً في ظل الغياب الغريب الذي تبديه إدارة مكافحة التسول نحو عدم متابعة هؤلاء المتسولين والقبض عليهم، وعدم زيادة فرق المكافحة وقيامها بحملات مداهمة طوال اليوم خصوصا في الفترة المسائية لمتابعة المتسولين من أجل الحد من هذه الظاهرة الخطيرة، وكذلك في ظل عدم المبالاة التي توليها الدوريات الأمنية في العاصمة تجاه هؤلاء الأطفال وعدم القبض عليهم وإحالتهم للجهات المعنية لاتخاذ اللازم حيالهم، خصوصا ان هؤلاء الأطفال الصغار المتسولين أو النسوة الذين وضعهم يجلب الارتياب ويثير الريبة ما ينذر انه ربما وراءهم عصابات منظمة أو شبكات تعمل خلف الكواليس تمارس هذه المهنة غير السوية وتتقن وسائل النصب والاحتيال ولديها دراية كافية في عملية الاستجداء وعلى ضوء ذلك تستغل الأطفال والنساء لممارسة التسول وتدريبهم على اتقان بعض السلوكيات المنحرفة والتي قد تتجاوز مهنة التسول إلى أشياء أخرى أكثر خطورة.. لهذا لا بد من إيجاد حل جذري لهذه الظاهرة في ظل توافر العديد من جمعيات البر الخيرية وأهل الخير الذين يبحثون عن فعل الخير والتسابق في مضمار الإحسان في هذه البلاد المباركة.
|