وأنا راكب مع صديقي في سيارته مررنا على مخبز يعتبر من أكبر المخابز في منطقة القصيم فاستأذنني صديقي لشراء خبز لوالده المصاب بداء السكر، ودخلت معه الى المخبز الى غرفة المسؤول عن المبيعات في غرفة صغيرة مقاسها 3*2م، ثم سألت أنا هذا المسؤول بهذا السؤال: هل خبز البر يحتوي على نسبة من السكر؟ فتلعثم في الإجابة، ثم قال أسأل لك المسؤول!! فاندهشت من تلعثمه وقلت له: أعطني المسؤول!! فتحدثت معه بالهاتف قائلاً له: يا أخي انني اريد ان اسألك وان تجيبني بصراحة، لأن الموضوع في غاية الأهمية ويتعلق بالناحية الصحية.
فقال لي: اسأل! فقلت له: هل خبز البر لديكم فيه نسبة من السكر؟ قال لي الإجابة بصراحة: انه يحتوي على نسبة قليلة من السكر؟! فاندهشت كثيراً! كيف يكون هذا؟ فقد جاء صديقي الى مخبزكم يشتري خبز بر لوالده المصاب بالسكر فكيف تضعون السكر في خبز البر وأنتم تعرفون ان أكثر من يأكل ويلجأ الى خبز البر هم المصابون بداء السكر والذين يحرصون على الرجيم وتخفيف الوزن؟!
فقال لي: ان هذه النسبة ضرورية حتى تكون العجينة (لينة في عملنا) وهذا ما يتطلبه العمل!! فقلت: انكم تدسون السم في العجين؛ فلماذا هذا التصرف؟ فقال: من يسألنا نخبره لإبراء الذمة، فمن يرغب يشتري ومن لا يرغب يشتري (النخالة) لأنه لا يوجد بها اي نسبة من السكر!! فقلت له: ان إبراء الذمة يكون بالاشعار لكل المشترين بكتابة المحتويات على غلاف الخبز مع الايضاح بأنه يحتوي على نسبة من السكر، وكتابة لوحة في مدخل المخبز توضح ان خبز البر يحتوي على نسبة من السكر، أما السكوت بهذه الحالة فهو حالة خطرة ولا يمكن السكوت عليها.
فقال صديقي: آه الآن عرفت، ان والدي إذا ذهب الى المستشفى لإجراء التحليل فالنتيجة لديه ان نسبة السكر في ارتفاع، ويسأله الطبيب ماذا تأكل وهل أنت تطبق (الحمية)؟ فيرد عليه قائلاً: يا دكتور أكلي من الخبز البر فهل هذا سبب في ارتفاع السكر، فيحتار الطبيب ويسكت؛ لأنه لا يعرف السبب؟! والآن بان السبب وعرفناه بأن خبز البر هو السبب في ارتفاع السكر!
فقلت له: يا أخي ان المخابز اليدوية قد تكون افضل من المخابز الاوتوماتيكية في هذه الحالة لأنهم قد لا يضعون السكر في خبز البر. وتصبح مضرة المستهلك على حساب سرعة العمل؛ لذا يجب التأكد قبل الشراء من جميع المخابر!
لذا فإنني أناشد المسؤولين في البلديات المتابعة الدقيقة لهذه المخابز والمعرفة التامة للمحتويات كاملة وكتابتها على غلاف الخبز مع المتابعة الدقيقة لتطبيقها؛ حتى يكون المستهلك على علم بما يأكله؛ فالضرر مرفوض دينياً واجتماعياً وخاصة فيما يؤثر على صحة المستهلك.
كم كنت أتمنى أن يكون هذا المخبز قدوة في حماية المستهلك من الأمراض ومضاعفاتها؛ لأنه بشهادة الجميع مخبز متميز في النظافة والإنتاج، لكن ما يمليه ضميري هو الكتابة والتوضيح. والله الهادي الى سواء السبيل.
|