قامت الوحدة الوطنية في بلادنا على يد المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين حيث تم توحيد أجزاء الوطن في كيان واحد له مكانته الإقليمية والدولية كما تم تلاحم المواطنين وتوادهم وتآخيهم بموجب مبادئ سامية لا تتغير وهي العقيدة الإسلامية والجنسية الوطنية فلقد استمر أبناء هذه البلاد المقدسة منذ التأسيس وهم يعيشون بفضل الله ثم بفضل الوحدة الوطنية في أمن واستقرار ورفاهية وتطور إذا قيس ذلك بكثير مما يعيشه مواطنو الكثير من الدول.
لقد علمتنا الوحدة الوطنية بأن نكون من حيث العقيدة مسلمين وسطيين لا إفراط ولا تفريط ولا غلو أو تطرف ولا تساهل بأحكام الشريعة ولا انغلاق عن الآخرين وأن نكون من حيث الوضع الاجتماعي أخوة متحابين متعاونين، ومن حيث الوطن مخلصين وموالين نبني ولا نهدم نحمي ولا نرهب نعمل ولا نتهاون، ومن حيث التعامل مع الغير نتعايش مع من يتعاون معنا ونقدر من يحترمنا ويحترم عقيدتنا وشريعتنا ولا يتدخل في شئوننا وفي نفس الوقت لا نتدخل في شؤون غيرنا ولا نجبره على ديننا بل ندعو لديننا عن طريق تعاملنا وبالحكمة والموعظة الحسنة كما أمرنا.
من أجل ذلك حظينا خلال السنين الماضية بتقدير الدول والشعوب على ظهر البسيطة فقد عرفنا لديهم على المستوى السياسي بأننا ولا نزال إن شاء الله الدولة ذات السياسة المتزنة وعرفنا على المستوى الشعبي بأننا ذلك الشعب الهادي المسالم الطيب وهي صورة وإن كانت قد تأثرت سلبياً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001م إلا أن المؤمل أن تعود الصورة المضيئة لمواطني بلادنا إلى وضعها الطبيعي بعد انتهاء الأسباب التي أدت إلى تلك الصورة السلبية والتي تبذل الدولة والمواطنون جهوداً كبيرة لإبراز الصورة المضيئة لبلادنا ومواطنينا وان ما حصل في تلك الأحداث لا يمثلنا ولا يعبر عن طبيعتنا وديننا إذ في الأخير لا يصح إلا الصحيح.
إذاً إن وطننا الغالي الذي أكسبنا تلك المزايا المتعددة سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الدولي يستحق منا الحب الكامل والولاء الخالص والتضحية الصادقة فاستمرار الأمن والاستقرار والتقدم والرفاهية والمكانة المرموقة لهذا الوطن تستحق ثمناً غالياً وان ما يبذله إخواننا رجال الأمن والقوات العسكرية الأخرى من تفان وإخلاص إلى درجة التضحية بأغلى ما يملكون لأمر يستحق الاحترام والتقدير، فتضحية هؤلاء الرجال بالنفس إنما هي دليل على إيمانهم القاطع بوسطية وسماحة دينهم وإخلاصهم لقيادتهم ووطنهم وحبهم وحرصهم على مواطنيهم، وإن قرار الدولة الذي صدر مؤخراً بمكافأتهم بصرف راتب شهرين لجميع أفراد وضباط سائر القوات المسلحة في الحرس الوطني والجيش والأمن وغيرها لأمر غير مستغرب وقرار في محله.
إن هؤلاء الرجل الذي استشهد البعض منهم في سبيل المبادئ السامية والذي يعتبر كما قال سمو ولي العهد حفظه الله ( أبناؤهم أولاد لنا) وإن كان شرفهم وقدرهم بحكم طبيعة عملهم أن يكونوا في خط الدفاع الأول لحماية هذا الوطن من الأفكار الغريبة على مجتمعنا إلا أن هذا لا يعني انتفاء المسئولية عن بقية المواطنين فحماية هذا الوطن واستمرار أمنه واستقراره ووسطية عقيدته واستمرارية تقدمه وتطوره ومكانته المرموقة مسئولية الجميع كل حسب قدرته وإمكانياته وطبيعة عمله ويتطلب العديد من الواجبات على المواطنين ومن ذلك.
* دعم أجهزة الدولة ومنها أجهزة الأمن التي تهدف إلى حماية بلادنا بالكشف عن المخالفين والخارجين عن منهج العقيدة الوسطية.
* عدم تشجيع من يريد سوءاً ببلادنا أو ديننا بالتأثر بأفكاره أو تأمينه أو الدفاع عنه.
* إبراز الصورة المضيئة للمسلم المعتدل عن طريق التعامل الصادق مع الآخرين.
* عدم التعاون مع أجهزة الإعلام المشبوهة والموجهة للنيل من بلادنا وسياستها المعتدلة.
* مزيداً من التلاحم والتكاتف بين المواطنين والإخلاص في خدمة الدين والملك والوطن في ضوء تعاليم الشريعة السمحة وتوجيهات القيادة الحكيمة.
|