* الرياض - الجزيرة:
الطفولة من أجمل المراحل التي يمر فيها الإنسان ولكن هناك من لا يدرك أهمية هذه المرحلة وما ستبنى عليه مستقبلا ولقد التقينا بعدد من الاخصائيين عن سلوك الأطفال ومرحلة الطفولة في البداية تحدث إلينا الدكتور محمد القديري.. الأمين العام المساعد للجنة الوطنية السعودية للطفولة حيث قال: الطفل السعودي في مرحلة الطفولة المبكرة يحتاج لرفع مستوى الوعي العام لدى الأسرة وأفراد المجتمع بأفضل الأساليب التربوية للتعامل مع الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة كما يحتاج إلى توسيع وزيادة المؤسسات التي تُعنى برعاية الطفل في سن الطفولة المبكرة، وهي المؤسسات الحديثة ممثلة في دور الحضانة ورياض الأطفال وأضاف القديري ان الطفل السعودي في مرحلة الطفولة المبكرة يحتاج أيضاً للمزيد من البحوث والندوات التي تعتني بأساليب تربيته وأساليب التعامل معه وحمايته من الاساءة والاهمال والتعامل غير التربوي معه. وأوضح ان العمل مع الجهات المختصة ذات العلاقة بالطفولة في المملكة مع اللجنة الوطنية السعودية لحماية الطفولة على إعداد نظام حماية الأطفال من الاساءة والاهمال، وتحسين أساليب التعامل مع الطفل.
كما تحدث إلينا الدكتور أحمد الجبيلي وكيل قسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الذي قال إن تفهم خصائص النمو للطفل في هذه المرحلة مثل خصائص النمو والخصائص المعرفية والسلوكية واللغوية، وكذلك فهم ومعرفة أهم المؤسسات المؤثرة في تنشئة الطفل السعودي في مرحلة الطفولة المبكرة، وأهم المؤسسات (الأسرة، المدرسة، الإعلام، المسجد، جماعة الرفاق) فإذا ما دُرست أهم المؤسسات الاجتماعية للطفل بشكل واضح فهو سيلعب دوراً بناء لأن أهم مرحلة في حياة الطفل تعتبر هي مرحلة الطفولة المبكرة ومن أهم الأشياء التي يجب وضعها بعين الاعتبار هي وضع برامج ومشاريع ومراكز متخصصة للطفل تُسهم وتُثري في مساعدة الطفل في المجتمع على أن ينشأ تنشئة سليمة وفهمه بطريقة صحيحة وما يحتويه من قدرات كل ذلك سيسهم في مجال إثراء الطفولة من كل النواحي.
إلى ذلك تحدث إلينا الدكتور عبدالله الفالح المنسق العام لمشروع (جلوب) البيئي الذي أوضح ان التعليم يلبي احتياجاته ويناسب قدراته ويجيب على تساؤلاته ويكتشف موهبته وينميها، بحيث يكون تعليما تفاعلياً بين المعلم والطالب لا يهمش دور وقدرات الطالب ولا يكرس مهمة المعلم في حشو اذهان الطلاب بالمعلومات المجردة واما الترفيه فهناك حاجة ماسة لتفعيل جوانب الترفيه في حياة الطفل السعودي وجعل الترفيه جزءاً من تعليمه، وإكساب الطفل المهارات السلوكية المرغوب فيها من خلال عملية الترفيه المحببة للأطفال، وأخيرا الصحة العناية.. بصحة الطفل من جميع الجوانب وازالة ما يكدرها من أمراض فتاكة أو أخطار محيطة بالطفل حتى نجعله يشعر بالأمان والاستقرار العاطفي فينمو نموا سويا وتكتمل شخصيته بصورة سوية.
كما أدلت فاطمة الحسين رئيسة مكتبة الملك عبدالعزيز بفرع المربع قائلة: من أهم الأشياء التي يفترض ان تحقق للطفل نشر الوعي بأهمية رياض الأطفال وإلحاق الأهالي للطفل برياض الأطفال عن قناعة ولابد ان يتم نشر ثقافة القراءة لأن العديد من الأهالي لا يهتمون بتقديم ثقافة القراءة وتوفير الكتب بين أيدي الأطفال بطريقة مدروسة وأضافت بأن نشر مراكز تعليمية وتثقيفية وترفيهية للطفل في هذا السن لو وجد في كل حي حديقة مثلا تحتوي على مكتبة، لتوفير الترفيه والتعليم الذي سيكون له مردود ايجابي عليهم وعلى مستوى تعليمهم، كما تحدثت مضاوي الدغيثر مديرة مركز المعلومات الاحصائية مؤكدة بأن لابد من زرع الثقة والحنان واعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن نفسه وتوفير المكتبات الخاصة بالطفل وايجاد برامج لجذب الطفل والمطالبة بإيجاد مجلس أعلى يخطط للطفل السعودي.
أما الدكتورة أسماء الحسين معيدة بقسم علم النفس فقالت: إن هناك عدة نقاط لابد من الأخذ بها، حاجات الطفل بيولوجية وأمنية وعلى رأسها الحب بطريقته الصحيحة، فهي لا تعني التعسف ولا تعني الاهمال، فالتعامل مع الأطفال ليس بالامر الهين بل هو أمر يستحق العناية والتركيز والصبر، وكذلك الطفل بحاجة إلى صلاح الآباء لأن الطفل بريء وهو صفحة بيضاء ينقش عليها أولياء الأمور والمربون ما شاؤوا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، فإذا ترك الطفل نهبا للأهواء بدون غرس قيم ومبادئ فقد يصبح عرضة للضياع وان الطفل بحاجة إلى الخطط الأمنية الوقائية التي أصبحت من أوائل العمل التنموي في الوطن العربي وكذلك الطفل بحاجة إلى ظروف تربوية مثلى مثل رياض الأطفال المتكاملة، الدور التي تشتمل على الأماكن المتسعة، أيضاً توفير المدربين والمختصين على أعلى درجة من الثقافة في هذا المجال، ومحاولة ايجادها في كل الأحياء لأن الكثير من الأهالي يعزفون عن ادخال أبنائهم لرياض الأطفال بسبب العامل المادي، أو عدم توفرها في نفس المكان وانعدام المواصلات التي تسهل وصولهم لرياض الأطفال وبعد الجانب الصحي المشتمل على توفير الرعاية الطبية للأطفال وشددت على اهمية القدوة الصالحة للطفل.
كما قالت فاطمة المغامس إن أي طفل يحتاج للعناية بالغذاء، ولأجل ذلك اعتنى الشارع بالرعاية الطبيعية، وأوجب كسوة ونفقة من ترضع الطفل، ثم أعطى حقه في الحضانة إلى سبع سنوات وجعل حضانته للأم واجبة والعناية النفسية مثل ملاعبتهم ومداعبتهم من قبل الوالدين ومن أهمها حاجة الطفل إلى الرحمة، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر بأنه كان يدخل في الصلاة بنية الاطالة ثم يقصر منها لأجل سماعه بكاء الطفل. والتدليل من قبل والديه والتوجيه التربوي كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام للغلام (يا غلام سم بالله وكل مما يليك) وكما علم ابن عباس وهو صبي أصول الاعتقاد (كما في حديث احفظ الله يحفظك).
ومن جانبها قالت الدكتورة حصة العبدالكريم عميدة كلية الخدمة الاجتماعية انه لابد من اعادة النظر في التخطيط لبرامج الأطفال ومناهجنا وخططنا التعليمية في مرحلة رياض الأطفال أو التعليم الابتدائي واعادة النظر لتتواكب مع حاجات طفل المستقبل ولابد للأسرة من ان تعيد النظر في دورها التربوي وعدم التركيز على الترفيه فقط، فصناعة العقل تحتاج لتربية وغذاء فكري. ومن جانبها قالت الدكتورة سوسن محمد زرعة استاذ مساعد تخصص إدارة وتخطيط تربوي إن الطفل يحتاج في مرحلة الطفولة المبكرة للرعاية والاهتمام وذلك بتوفير قدر منها داخل الأسرة وداخل الروضة ورياض الأطفال، والمقصود بها تلبية الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وحنان وعطف وتوجيه سلوكي وتنمية قدراته العقلية إلى أقصى حد يستطيعه الطفل في هذا السن مع مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال واتاحة الفرص للطفل نحو النمو والتقدم واستكشاف العالم من حوله وذلك بتوفير الفرص وتهيئة الظروف المناسبة لذلك.
|