* كتب - مندوب الجزيرة:
إن من موجبات السمع والطاعة، الاجتماع على ولاة الأمر، ووحدة صف الرعية معهم، وإعانتهم على الخير، وجمع الكلمة على كلمة التوحيد الخالصة النقية والعقيدة السلفية، وعدم التنازع والاختلاف على عليهم، ويشرع الدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، ونصرتهم للدين، ونصرهم بالدين، وعدم جواز الدعاء عليهم، أو سبهم، أو الكذب عليهم، أو غيبتهم، أو التشهير بهم، أوعيبهم، أو الإساءة لهم بحال، أو إيذائهم سواء بالقول أو الفعل، بل الواجب توقيرهم في النفوس، وعدم الاستهانة بهم.
جاء ذلك في الطبعة الثالثة الصادرة حديثاً لكتاب (اعتقاد أهل السنة والجماعة في السمع والطاعة) لمؤلفه الشيخ يوسف بن عبدالعزيز الطريفي المدرس بالمعهد العلمي في حائل الذي جاء في (116) صفحة من الحجم المتوسط.
ولفت مؤلف الكتاب النظر إلى أن من أهم ما يقع فيه الجدل والفتنة هو حكم طاعة ولاة الأمور، التي وقع فيها تنازع ما بين مشرّق ومغرّب، في هذا الزمان بالذات.
وأوضح الكتاب أن أهل السنة والجماعة اتفقوا على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين بالمعروف، ثم إن طاعتهم في غير معصية الله - عز وجل -، وإن طاعتهم بالمعروف ديانة لله تعالى نبتغي بها الأجر والثواب من الله تعالى، وتكون طاعتهم في المنشط والمكره، والعسر واليسر وفي الأثرة علينا، كما أن السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف من السمع والطاعة لله تعالى، وإن معصيتهم معصية لله - عز وجل -، وإن السمع والطاعة كما تكون في العلن تكون في السر.
وأبان مؤلف الكتاب أن النصيحة لولاة الأمر تكون بأصول وضوابط شرعية، منها أن تكون سراً بينهم وبين الناصح، وبعلم وحكمة ورفق ولين وموعظة حسنة، وأن يعطي للمقام حقه بأدب وحسن كلام، بعيداً عن السوء والفحش والمبالغات والتطاول والمهاترات والتدليس والكذب، وأن يكون قصده فيه حبهم، ونفعهم، ونفع الإسلام بهم، وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى، لا رياء وسمعة، ولا هوى عن شبهات أو شهوات، كما يشرع بيان محاسن ولاة الأمر وفضلهم، والكف عن مساوئهم، ومعايبهم، وأن يعلم أن الخطأ والزلل وارد من كل إنسان وغالبه بغير قصد.
|