Friday 8th October,200411698العددالجمعة 24 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

مطالباً بتوعية الأزواج بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.. الشيخ عبدالله الغميجان لـ « الجزيرة »: مطالباً بتوعية الأزواج بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.. الشيخ عبدالله الغميجان لـ « الجزيرة »:
الحلول الفضائية للمشاكل الزوجية تعقدها !!

* الجزيرة - خاص:
قال فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الغميجان إمام مسجد عائشة بالرياض وأحد الرقاة الشرعيين المعتبرين إن أفراد المجتمع المسلم في حاجة ماسة أزواجاً كانوا أم أفراداً في الوقت الحاضر إلى الإرشاد والتوعية الإسلامية في خضم العولمة والمغريات التي تحيط بالأمة الإسلامية، والحرب الشرسة التي يشنها الأعداء بمختلف فئاتهم ضد الدين الإسلامي من كل حدب وصوب.
وأكد الشيخ الغميجان - في حديث ل(الجزيرة) - قائلاً: نعم، نحن في أمس الحاجة إلى ذلك اليوم فالأمور تغيرت كثيراً والمغريات غزت عقول كثير من الناس، ولابد أن يدرس كل من الزوجين ما له وما عليه من الحقوق والواجبات، وكيف يسير بسفينة الأسرة إلى بر الأمان ويقيها - بإذن الله - من الغرق، وينبغي أن نغرس في أذهان الشباب والفتيان أن الشأن ليس في القدرة على الهدم ولا في الاستجابة لرغبات النفس نحو تأجيج نار الخلاف ولا في طلب الانفصال لخلاف عابر وإنما في القدرة على البناء وضبط النفس والقدرة على إطفاء نار الفتنة بينهما والعمل على توثيق رباط الزوجية.
وأضاف فضيلته - في الصدد نفسه - أن هذا هو الانتصار الحقيقي على هوى النفس والشيطان، وهو العاقبة الحميدة التي لا يندم صاحبها، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:(ليس الشديد بالصرعة - أي الذي يصرع غيره لقوة عضلاته وبأسه - ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)، مشدداً على أنه يجب أن لا يكتفى لأفراد المجتمع المسلم خاصة الأزواج منهم بما هو مغروس في الفطرة من حاجة كل واحد منهما إلى صاحبه وقال: لابد أن نعلمهم كيف يكون أثر الرفق والحلم والأناة في الدنيا والآخرة، وفي النفس والصحة والأسرة والأولاد، ولابد أن نعلمهم أن المشكلات تحل بالتفاهم واحترام الآخر، وتبادل روح المودة، لا برفع الصوت واحتقار الآخر وتسفيه رأيه، إن للقدرة على حل المشكلات وإخماد نارها، وزرع البسمة على الشفاه مذاق عذب، وله أثر بالغ في الشعور بالذات وقوة الشخصية.
شرح الشيخ الغميجان المؤثرات التي تؤثر في الشخصية فتفقدها حسن النظر وصواب الرأي بقوله: إن المؤثرات هي كثيرة ومن أهمها الإهمال التربوي الذي يجمع بين الحزم والرفق وطول النفس فكثير من الآباء مهملون لأولادهم ولا يوجد بينهم صلة إلا صلة الأكل والمبيت فلا اجتماع ولا محاورة ولا أحاديث ولا تحسس لمشاكلهم ولا برامج ترويح هادفة، لأن كثيراً من البرامج التي تعمل للأولاد سلبية لا تنمي مهارة، ولا تريد ارتباط الأولاد بوالديهم بل تزيد الهوة بينهم مما يجعل الابن يبحث عن جليس يجد معه ذاته ويعترف بشخصيته ويقدر قدراته، وقد يكون هذا الجليس خيراً فيأخذ بيده للخير، وقد يكون غير ذلك فتكون المصيبة نسأل الله اللطف بنا وبمن تحت ولايتنا.
واستطرد فضيلته قائلاً: ومن ذلك التفاعل العاطفي والنفسي مع ما يعرض في القنوات الفضائية، خاصة الأفلام والمسلسلات العاطفية إذ غالباً ما يعرض منها يصاغ بطريقة مشوقة تتخللها مشاهد أعدت بصورة ذات تأثيرات نفسية، وينتهي المسلسل دون إيجاد حل جذري لهذه المشكلة، أو تكون المعالجة غير واقعية ولا حقيقية أو لا تصلح لكل المجتمعات، ومع كثرة رؤية هذه المشاهد والمشكلات المخترعة يجد كثير من الناس نفسه منساقاً نحو تقمص شخصية أولئك الممثلين والممثلات الذين قاموا بأدوار تلك المشاهد فتكون واقعاً بعد أن كانت من نسج الخيال، وهذه حقيقة معاشة لها ضحاياها ولا ينكرها إلا جاهل أو مكابر، خاصة أن تلك المعالجات وذلك السيناريو لم يكن نابعاً من رؤية شرعية، بل الغالب فيها أنها تربية للمتلقي - المشاهد - على الحلول المعلبة المستوردة لتتلاشى في ذهنه صور الحلول الشرعية، ويضمحل في نفسه تعظيم الشرع المطهر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved