من أقوالهم:
- قال ابن رجب رحمه الله: من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة:
أحدها: إطالة السفر، والسفر بمجرده يقتضي - كما في حديث أبي هريرة مرفوعا: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده).
ومتى طال السفر كان أقرب إلى إجابة الدعاء، لأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمل المشاق والانكسار من أعظم أسباب اجابة الدعاء.
والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والاغبرار، هو أيضاً من المقتضيات لاجابة الدعاء - كما في الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم: (رب أشعث أغبر ذي طمرين، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره).
ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء، خرج مبتذلا متواضعا متضرعا وكان مطرف بن عبدالله قد حبس له ابن أخ، فلبس خلقان ثيابه وأخذ عكازا بيده فقيل له: ما هذا؟ قال: استكين لربي لعله ان يشفعني في ابن أخي.
الثالث: مد يديه إلى السماء، وهو من آداب الدعاء التي يرجى بسببها إجابته، وفي حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(ان الله تعالى حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردها صفرا خائبتين).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يرى بياض ابطيه، ورفع يديه يوم بدر يستنصر على المشركين حتى سقط رداؤه عن منكبيه.
والرابع: الإلحاح على الله بتكرار ذكر ربوبيته، وهو أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، وروي عن أبي الدرداء وابن عباس انهما كانا يقولان: اسم الله الاكبر ربِ ربِ.
ومن تأمل الأدعية المذكورة في القرآن وجدها غالبا تفتتح باسم الرب، كقوله تعالى:
{وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (البقرة 201)، و{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران 8) ومثل هذا في القرآن كثير.
ومن أدب الحسبة قال قال عمر بن عبدالعزيز
انظر لنفسك يا مسكين في مهل
ما دام ينفعك التفكير والنظر
قف بالمقابر وانظر ان وقفت بها
لله درك ماذا تستر الحُفر
ففيهم لك يا مغرور موعظة
وفيهم لك يا مغتر معتبر |
|