Friday 8th October,200411698العددالجمعة 24 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نبض المداد نبض المداد
عشوائيتنا في رمضان
أحمد بن محمد الجردان

كثير منا لا يستفيد من تجاربه ولو تكررت!!، فتجده يقع في الأخطاء ذاتها وكأنه يتعمد الوقوع في الخطأ وما هو بذلك لكن وآهٍ من لكن هذه تلك المصيبة والخلل العظيم، وعدم الاستفادة من التجارب الماضية يتأكد في شأن المناسبات المتكررة، ولعل أقرب هذه المناسبات دخول شهر رمضان المبارك الذي سيظلنا خلال الأيام القليلة القادمة - نسأل الله أن يبلغنا إياه ويجعلنا فيه من المقبولين - مع دخول هذا الشهر وخصوصاً أول ليلة منه وأول يوم منه لو تأملت حال الناس لوجدت كثيراً منهم وكأنه لم يعلم بدخول رمضان إلا تلك اللحظة!!!، فتجده في شغل شاغل لتلبية احتياجات الشهر وخصوصاً فيما يتعلق بالمشروبات والمأكولات ولا تثريب على أحدٍ أن يسعى إلى توفير ما لذّ وطاب من الشراب والطعام في ذلك الشهر العظيم، لكن ما أود الحديث عنه ألا وهو تلكم العشوائية وذلكم التزاحم لتأمين تلك المتطلبات التي تنشأ عنها عدة أمور منها عدم تلبية الاحتياجات من الأصناف المطلوبة بالصورة الصحيحة ومنها استغلال ضعفاء النفوس من التجار لمثل هذا التزاحم وذلك لتسويق بضائع ربما أنها رديئة أو على وشك الانتهاء بل ربما أنها منتهية الصلاحية رغم تقديري للجهود التي تبذلها الأجهزة الحكومية ذات العلاقة إلا أن مثل ذلك التزاحم لا شك سيفوت على مراقبي تلك الجهات مهما بلغ عددهم وبلغت قدرتهم ضبط كل المخالفات، ولعلي انتقل إلى الحديث عن عشوائية أخرى في ذلك الشهر الفضيل تستمر منذ أول يوم من الشهر الى آخر يوم منه ألا وهي ما قبل لحظات الإفطار، فشوارعنا قبيل أذان المغرب تجدها قد غدت مضماراً لسباق لرايلي السيارات، فكل كارثةٍ من كوارث الطرق تراه قاب قوسين أو أدنى تكاد تقع، بل ترى كوارث شنيعة - حمى الله الجميع - قد وقعت بالفعل فيها هلاك للأنفس وتلف للأموال وترويع للناس، كل ذلك يحدث وكأن مصيبة المصائب وأم الكوارث ستقع لو رفع أذان المغرب وهؤلاء لم يصلوا بعد إلى بيوتهم!!، فحدث ولا حرج عن الفوضى، فالإشارة المرورية تذبح من الوريد إلى الوريد حيث تراها تقطع عياناً بياناً، والسرعة على أشدها، والنظام المروري، والالتزام الأخلاقي، والذوق العام، كل ذلك مضروب به عرض الحائط!!، ناهيك عن أن الأعصاب متوترة، والأنفاس محبوسة، والفطر منكوسة، وكأن غروب الشمس قد تقدم عن موعده دون علم أولئك القوم وتلك عجيبة!!، لقد أفسد ذلك كله روحانية الصوم وجمال رمضان وسكينة لحظات الإفطار!!، وماذا يضر أولئك المتعجلون لو تقدم الواحد منهم بالخروج من منزله بوقتٍ كافٍ، بل بوقتٍ فيه من الاحتياط لمفاجآت الطريق ما يكفي!!!، أين أولئك من قوله تعال ممتدحاً عباده المؤمنين بالسير هوناً حين قال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}، أينهم من مراعاة حقوق الآخرين المتمثلة بالإحسان للناس وعدم إيذائهم، أينهم من طمأنينة الصيام وسمو الصائم وروحانية النفس المؤمنة المخبتة الآمنة المطمئنة ؟؟!!، أينهم من الاستفادة من تجاربهم في رمضانات مضت؟؟!!، أينهم من رسم الصورة الحقيقية والمعاني السامية لمدرسة الصوم أمام غير المسلمين؟؟!!، أينهم من ذلك كله؟!، لِمَ لا يحتسبون بضبط أعصابهم وتنظيم أوقاتهم فيبينون لجميع من يراهم من مسلمين وغير مسلمين تلك الصورة الحقيقية والمعاني السامية لتلك المدرسة التي قال الله عنها: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}؟!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved