Friday 8th October,200411698العددالجمعة 24 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شواطئ"

«البرتقالة» تتفاعل في محيط قراء «شواطئ » «البرتقالة» تتفاعل في محيط قراء «شواطئ »

كنا قبل فترة قد طرحنا في (شواطئ) موضوعاً ساخراً عن أغنية (البرتقالة) التي تتكرر عشرات المرات يومياً في العديد من القنوات الفضائية والبرتقالة في الأساس وكما يعرف الغالبية هي أغنية لفرقة عراقية تتكون من المغني العراقي علاء سعد ومجموعة من الراقصات العراقيات اللاتي يؤدين الرقص بصورة جماعية متناغمة تلفت إليها الأنظار، وقد تفاعل العديد من القراء مع طرح شواطئ، منهم من يؤيد ويدافع عن هذه الأغنية بفرقتها ومنهم من يعارضها ويؤكد رفضه لها ونحن هنا نقدم الآراء من خلال قناعات أصحابها.. حيث يقول في البداية ناصر بن شباب العتيبي من الرياض: أعلم أن هذا الموضوع قديم بعض الشيء لكن الذي دعاني أن أكتب عنه أن البعض من مجتمعنا لا يعطي الشيء أهمية إلا بعد أن ينتشر انتشاراً واسعاً ثم يبدأ في مناقشته والحديث حوله وكأنه الحدث البارز مع ان هذا الموضوع قد أشبع ولا اعلم السبب في ذلك ربما لأنه كما ذكرت لا نعطي الشيء أهمية إلا بعد أن يتبخر. وعلى هذا الأساس أجد أن هذا هو الوقت المناسب بعد هذه الفترة من انتشار (أغنية البرتقالة) لأنه أصبح لدى كثير من مجتمعنا علم بهذه (الأغنية المائعة) وأصبحت تردد في كل مكان ومن جميع الأصناف.
والغريب في ذلك أن هذه الأغنية الراقصة لم تقتصر مشاهدتها على المراهقين والمراهقات, بل امتد إلى كبار السن ذوي المراهقة المتأخرة حتى أننا قرأنا قبل فترة قصيرة في إحدى الصحف أن أحد (الشيبان) المراهقين قام بتطليق زوجته أم الأولاد لأنها تقوم بنصحه بأن يكف عن مشاهدة هذه الأغنية لأنه لم تعد تليق بمقامه وبسنه المتأخر، والخافي أعظم.
والشيء الغريب والعجيب الآخر أن أحد الكتاب المتمكنين كتب في إحدى مقالاته في العمود المخصص له عن هذه الأغنية، ليس الغريب والعجيب كتابته عن هذه الأغنية وعن الراقصات بمعنى أصح إذا أظهر السلبيات واستبعد الإيجابيات ولكن الغريب والعجيب هو كيف يتجرأ كاتب له قراءه المحترمون بأن يؤيد هذه الأغنية ويقوم بالتغزل بالبرتقالة وحاشيتها، هل يعتقد أنها حرية صحفية على حساب القراء الواعين وتشجيع المراهقين والمراهقات لأن يأخذوا برأيه؟
أخيراً لا شك أن الكثير من مجتمعنا يعلم أن هؤلاء الراقصات ما هن إلا تخريج كبريهات وأوكزيونات لا يحصل لشرف شريف أن يتحدث عنهن أو يعطيهن فوق حجمهن، لأن لدينا البرتقالات العفيفات الشريفات وليس برتقالات الكباريهات.
أما ماجد المطيري (الهاجس) فله رأي مخالف عن سابقه حيث يقول عن هذه الأغنية إن البرتقالة نجحت وكانت صاحبة السبق والأفضلية في النجاح، ورجوع الأغنية العراقية للواجهة من جديد.. والمضحك في الأمر هو سيل من الهجوم الذي تعرضت له الأغنية من نقد السلب واختلاف الآراء وتباين وجهات النظر فيما احتواه الفيديو كليب من رقص الفتيات العراقيات!!
لكن من كان ينقد ويهاجم تجده يتراقص طرباً في متابعتها على الشاشة.. إذاً لماذا كل هذا؟؟ وما الرأي حيال المشمشة والرمانة واليوسف أفندي وما يتبعهم من سوق الخضار والفواكه؟!
لا عجب فينا العرب, فالتقليد والركض خلف السراب هي من عاداتنا وشيمنا (في الوقت الحاضر) ونعتز بها.. نتسابق على نجاح زائف.. هذه الأغنية نجحت نأتي بمثلها.. حتى ولو كانت بنفس الكلمات وان طالها بعض التغيير..
البرتقالة نجحت لأنها الظاهرة الأولى بهذا النسق وما أتى بعدها تكرار ممل ولا جديد.
ننتظر الميدان الجديد لنتسابق في ركضنا خلف إبداعات الآخرين.. فبعد ميدان التعري والإغراء ميدان أليسا ونانسي يتسابق خلفهن دخيلات الفن هيفاء وروبي ومن تبعهن.. وظهرت البرتقالة ومشتقاتها فمن سيتغنى بالزعتر..؟
ويقول محمد عبدالعزيز الموسى من بريدة: نشر المشرف على شواطئ وقفة مع أغنية البرتقالة!!
واسمحوا لي هنا أن أرسم هاتيك المقالة.. المعبأة بشجن البرتقالة.. تلك اللذيذة التي لم تعد نوعاً من أنواع الفواكه.. بل أصبحت فضاءً ساخناً مكتظاً بفواصل الصخب والضجيج.. في زمن الانتكاس (البرتقالة) أنموذج غنائي يجسد شغف هذا الجيل بالقشور وانهماكه وراء بريق الفن المسلوق.. ترى كيف أصور جموح هذه الفئة من الشباب الغارق في بحيرة النشوة..
وبماذا أعبّر؟ وأنا أحمل شيئاً من ملامح التساؤلات الحادة عن سبب هذا الولع بثقافة المسخ والركض وراء طقوس الفن.. في (زمن الحبّ الدافئ).. وفي عصر باتت تلك الفضائيات تضخ قوالب الرذيلة.. وتقدم دروساً مجانية في طرق (تعليب الحب) وأساليب الاستحواذ على قلوب الجنس الآخر.. عبر مدارات تغذيها جلسات الإنترنت.. وغرف البال توك.. وومضات الفيديو كليب الصاخبة..
لتأتي أغنية البرتقالة.. امتداداً موجعاً لمسلسل سقوط الجيل.. ترى لو كتبنا ألف مقالة ومقالة عن هذه البرتقالة.. ماذا سنقول؟ تذوب مفردات الموقف الغنائي المثقل بهموم البرتقالة!! وتحتج كل الفواكه.. إمعاناً في الشكوى والتذمر.. وتقف جموع النساء لمقاطعة صناديق البرتقال.. التي تثير مشاعر الاستفزاز في نفوس حواء.. فقد ألهبت هذه البرتقالة حماس الأزواج!!
إنه مشهد من مشاهد (ضيم البرتقال).. فماذا عسى أن يقال؟!
عذراً أحبتي إن نثرت ملامح الشجن.. في عصر محفوف بالحضارة.. فهناك انفتاح معرفي حاد.. وهناك طوق فضائي عنيف يحمل رياح الفن الساخن.. فقد كثر المطربون في الأمة.. وفاضت أنهار الفن.. وتعددت دروس التواصل العاطفي بين الجنسين.. عبر تلك القوالب الفضائية المعدة بإتقان بمشاهدها المعبأة بلغة الغرائز.. لتعانق قلوب الجيل ولا سيما مع وقوف مؤسسات التربية بموقف صعب أمام طوفان مؤسسات الفن والحب!!
ولم يعد أمام السواد الأعظم من المراهقين والمراهقات سوى تقليد هذه النماذج المشروخة بعد أن ذابت حبيبات الفكر الأصيل في أذهانهم المنهكة بسبب هذا الركض الفضائي الحاد.. وبخاصة مع انحسار دور الأسرة وغياب الرقابة والمتابعة لانشغال الآباء والأمهات وعدم اهتمام كثير منهم بمفردات التربية.
عذراً أعزائي: إن منتديات الحب الدافئ التي تطفح بها الشبكة العنكبوتية تكشف حجم الجموح - ومستوى الترهل العاطفي الذي أصاب الجيل واغتال القيم وأفسد الأخلاق - وجعل الجيل يركب موجة الفن الهابط.. وليست أغنية البرتقالة سوى تقليعة سريعة أو لوناً من ألوان (الصّرعات الغنائية) المبتكرة لتخدير الجيل والعزف على وتر الضجيج..
عذراً أحبتي: امنحوا البرتقال ثقتكم.. وافتحوا له قلوبكم.. أعطوه بوابة العبور.. إلى منازلكم.. ولا توصدوا الأبواب.. فليس ثمة إنصاف يتيح لكم هذا العقوق مع البرتقال.. عذراً أتيحوا له المجال.. ليثبت براءته من (أغنيتهم المفضلة).. فللبرتقالة ألف حكاية.. وألف شكاية.
أما عبدالله بن حمير آل سابر الدوسري من وادي الدواسر (اللدام) فله رأي مختلف عن الجميع حيث ترجم مشاعره نحو البرتقالة وحاشيتها بهذه القصيدة التي كتب مقدمة لها يقول فيها:
البرتقال أشكال وألوان.. ولكن البرتقال الذي يعرض عبر الفضائيات لا يعبر عن كل البرتقال.. وهنا أقصد الجنس اللطيف.. فالبرتقال الأصيل المصيون لا يمكن الوصول إليه إلا عبر القنوات الشرعية ألا وهو الزواج على سنَّة الله ورسوله.. ومن هنا جاءت هذه القصيدة لتوضح الفرق بين البرتقال الرخيص والبرتقال الأصيل..


البرتقال اليوم ما عاد له ذوق
ما دام معروض بالأسواق وابلاش
امعرض لذباب واتراب واعقوق
ذابت حياته واندمر دمرة إقراش
الفرق في المصيون ما شيف بالسوق
دونه أبواب ودون احروس مناش
ما ينعطى لأحد ولا هوب مسروق
في حرز عن عرض الفواكه بلدشاش
يوجد بنجد منزله عالي فوق
ما يطوله لا ساطي ولا راس منقاش
امشوق للي يبي لذة الشوق
لا شك دربه مرعب يوحش اوحاش
املغم واصعيب ما هوب مطروب
إلا بحرفين ومرسومها كاش
ينئا من التفاح والخوخ مسلوق
اللي بها رقاصة الليل تعتاش
عالم تخوض الموج وامروجة سوق
أوادم مجنونة طيشها طاش
في الموبقات أخذوا مع الطاق مطبوق
من شاف حوسة هالمجانين ينداش


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved