* بنوم بنه - بانكوك - الوكالات:
تخلَّى ملك كمبوديا نورودوم سيهانوك، الذي يرى فيه أبناء شعبه رمزاً لاستقلال بلادهم، تخلَّى عن العرش، وفقاً لما أعلنه صباح أمس الخميس رئيس الجمعية الوطنية الكمبودية الأمير نورودوم رادناريد.
وقال راناريد أحد أبناء ملك كمبوديا الذي يبلغ من العمر 81 عاماً إن الملك تخلَّى عن العرش حسب رسالة تلقيناها وقرأناها أمام الجمعية الوطنية.
وأضاف: إن الملك قال إن (رئيس مجلس الشيوخ) شي سيم هو رئيس الدولة بالنيابة وأعلن انسحابه اعتباراً من الآن.
وكان يفترض أن يعود سيهانوك، الذي يقلقه الصراع السياسي في بلاده، أمس الخميس إلى كمبوديا بعد غياب استمر ثمانية أشهر في الصين، وقد عبر في الأسابيع الأخيرة مرات عدة عن رغبته في التخلي عن العرش لكنه أوضح أنه قلق في غياب أي خليفة معين.
وقال نورودوم راناريده ابن الملك للصحفيين إن أباه أرجأ لبضعة شهور عودته المزمعة من الصين حيث يخضع لعلاج طبي وأعلن رغبته في التقاعد.
وقال راناريده هذا وضع خطير لكمبوديا، وأضاف راناريده وهو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) إن زعماء كمبوديا سيحاولون إقناع سيهانوك بألا يتنازل عن العرش.
ورغم أن الدستور الكمبودي لا يسمح بالتنازل عن العرش فإن سيهانوك هدد مراراً بالتنحي لانزعاجه من الصراع السياسي في البلاد خاصة عندما استغرقت الأحزاب عاماً كاملاً لتشكيل حكومة في يوليو - تموز بعد انتخابات لم تسفر عن نتيجة حاسمة.
ويرى الكمبوديون في الملك نورودوم سيهانوك، أحد أهم الوجوه السياسية في القرن العشرين التي ما زالت على قيد الحياة، رجل الاستقلال، وكان سيهانوك نجل الملك نورودوم سوراماريث والملكة كوساماك نياريريات ولد في عام 1922م، وقد توجته السلطات الاستعمارية الفرنسية ملكاً على كمبوديا للمرة الأولى في 1941 بينما كان يبلغ من العمر 19 عاماً.
وقد قاد كمبوديا إلى الاستقلال في 1953 بدون هدر دماء، وبعد سنتين تخلَّى عن العرش لوالده ليتولَّى رئاسة الحكومة على رأس حركة سياسية أسسها، وعند وفاة والده في 1960 أصبح رئيس دولة واحتفظ بلقب أمير وأبقى على العرش شاغراً.
وفي آذار - مارس 1970 وفي أوج حرب فيتنام، طرد من السلطة في انقلاب قاده موالون للولايات المتحدة بقيادة الجنرال لون نول. ولجأ إلى الصين خمس سنوات قبل أن يعود إلى بنوم بنه كرئيس اسمي لكمبوديا بعد أشهر من استيلاء الخمير الحمر على السلطة، وبعد سنة أجبره نظام بول بوت على الاستقالة وأمضى سنتين في الإقامة الجبرية في قصره الملكي، وانتهى احتجازه قبيل سقوط نظام الخمير الحمر ودخول القوات الفيتنامية إلى بنوم بنه.
وبعد ذلك تولى قيادة المقاومة التي خاضتها عدة أحزاب ضد النظام الموالي لفيتنام في بنوم بنه حتى اتفاقات باريس للسلام في تشرين الأول - أكتوبر 1991 التي سمحت بتكريسه ملكاً دستورياً (لا يحكم) في أيلول - سبتمبر 1993م.
ويعاني الملك سيهانوك منذ سنوات من مشاكل صحية من بينها سرطان في الأمعاء وداء السكري وينتقل للإقامة فترات طويلة في بكين حيث يتلقى علاجاً طبياً، وآخر زوجاته إيطالية كمبودية وتدعى مونيك ايزي.
|