* إسلام آباد - الوكالات:
انفجرت سيارة ملغومة يقودها مهاجم انتحاري وسط حشد كان يشارك في تأبين زعيم ديني سني في مدينة ملتان بوسط باكستان فقتلت 40 شخصاً على الأقل وأصابت أكثر من 100 آخرين بجروح، وجاء الهجوم بعد خمسة أيام من انفجار في مسجد للشيعة أدى إلى مقتل العشرات مما دفع أوساط باكستانية إلى القول إن الهجومين من تدبير جهات أجنبية تستهدف أحداث شرخ في المجتمع الباكستاني.
وقال مصدر في الشرطة إن 40 شخصاً على الأقل قتلوا وجرح سبعون آخرون في انفجار قنبلتين في عملية أمس الخميس.
وقالت مصادر طبية باكستانية لوكالة أنباء الشرق الأوسط: إن من بين القتلى في هجوم اليوم أربعة أطفال. وقال مصدر أمني آخر إن الانفجار دمر السيارة إلى أجزاء صغيرة.
وأضاف قائلا: مما يؤسف له أن هذا الهجوم الانتحاري حدث على الرغم من الترتيبات الأمنية التي اتخذناها، مضيفاً أن اندفاع السيارة نحو الحشد قبيل انفجارها يشير إلى أن مفجراً انتحارياً كان يقودها، وأضاف أن حالة من الفوضى والذعر دبت في المكان ونحاول السيطرة على الوضع.
من جهته، أكد وزير الإعلام الباكستاني أحمد شيخ رشيد لوكالة فرانس برس أنه عمل إرهابي وحشي يهدف إلى زعزعة استقرار باكستان.
وانفجرت القنبلتان عند الساعة الرابعة والنصف فجراً بالتوقيت المحلي بينما كان أكثر من ألف ناشط سني مجتمعين في ساحة رشيد آباد في وسط مدينة مولتان لإحياء الذكرى الأولى لاغتيال الزعيم السني عزام طارق، إلا أن الشرطة قالت إن الحشد كان يهم بمغادرة مكان الاجتماع في مدينة ملتان عندما وقع الانفجار، وأدى الانفجار إلى إلحاق أضرار بالمنازل المجاورة.
وكان عزام طارق مؤسس جماعة جيش الصحابة في باكستان السنية المتطرفة قتل بالرصاص في السادس من تشرين الأول - أكتوبر 2003 قرب إسلام آباد، وجاء هذا الاعتداء بعد خمسة أيام فقط من العملية الانتحارية التي استهدفت مسجداً شيعياً في سيالكوت (شرق باكستان) وأسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً وأدت إلى اندلاع تظاهرات شعبية ضد الشرطة.
ومثل تنظيمات أخرى مشابهة فإن جماعة جيش الصحابة تمارس نشاطها رسمياً الآن تحت اسم جديد، وهي ضمن سبع جماعات متشددة حظرها الرئيس بيرفيز مشرَّف في كانون الثاني - يناير عام 2002 في إطار حملة على الجماعات المتشددة عقب هجمات 11 أيلول - سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن.
واتهمت الشرطة الباكستانية جماعتين سنيتين هما جيش الصحابة وجند جنقوي (عسكر جنقوي) بالوقوف وراء اعتداء سيالكوت.
وأدت أعمال العنف الطائفية بين المتطرفين السنة والشيعة إلى سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل منذ بداية الثمانينات، ويشكل الشيعة 15 بالمئة من السكان والسنة (80%) في باكستان التي يبلغ عدد سكانها 150 مليون نسمة.
إلى ذكر الصحفيون الباكستانيون أنه على الرغم من الاتهامات الموجهة إلى قوات الأمن والوكالات الاستخباراتية في البلاد بالإهمال الجسيم والتقصير في أداء الواجب فإن هناك رأياً أخيراً يشير إلى احتمال تورط عناصر أجنبية في الهجومين معاً، وأشاروا إلى احتمال أن يكون هجوم الأمس على السنة والذي سبقه على مسجد الشيعة تم تدبيرهما من جانب جهات استخباراتية أجنبية وعملائها في الداخل.. حيث كانت الخطة في الهجوم الأول على مسجد سيالكوت تتضمن تفجير قنبلتين في زمن متتابع لإسقاط أكبر عدد من الضحايا وهو نفس النمط الذي حدث في الهجوم الانتحاري في مولتان، حيث انفجرت قنبلتان في زمن متتابع ليتوالى سقوط الضحايا، وكما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الأول في مدينة سيالكوت القريبة من الحدود الهندية فإن أحداً لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم الثاني في مولتان التي تقع في وسط إقليم البنجاب شرقي باكستان.
|