* رام الله - نائل نخلة:
اصدرت وزارة شؤون الاسرى والمحررين تقريراً حول اساليب قوات ومخابرات الاحتلال في طريقة اعتقال الاطفال والتحقيق معهم وممارسة اشكال التعذيب ضدهم.
وجاء في التقرير ان الاطفال يعتقلون عادة بعد منتصف الليل وفي ساعات الفجر الاولى، على عكس الاحداث الاسرائيليين حيث لا يسمح القانون المنطبق عليهم بالاعتقالات المتأخرة، وينقل الطفل المعتقل بعد منتصف الليل مباشرة الى التحقيق وهذا غير مسموح به بالنسبة للاحداث الاسرائيليين حيث يمنع التحقيق معهم ليلا.
واضاف التقرير لا يتم ابلاغ الطفل او عائلته بسبب الاعتقال، ولا بحقوقه كمعتقل.ومنذ لحظة الاعتقال، يتم تقييد الطفل واغماض عينيه وينهال عليه الجنود بالضرب والركل بالارجل واعقاب البنادق طيلة فترة نقله الى مركز التحقيق.معسكر حوارة على سبيل المثال هو احدى المحطات الاولى للاطفال الذين يعتقلون من محافظة نابلس او المناطق المجاورة لها.
قد يمكث الطفل في حوارة لساعات او لأيام حسب وضعه، وقد ينقل بعدها الى مركز تحقيق (بيتاح تكفا)،وقد ينقل من هناك الى مجدو حيث يتم حجزه مع عملاء للمخابرات الاسرائيلية (العصافير) وذلك لسحب اعترافاته.
واذا لم يعترف الطفل بشيء، يعاد مرة اخرى الى احد مراكز التحقيق ويتم انتزاع الاعتراف منه بالقوة واستخدام العنف، او يتم اجباره على التوقيع على افادة باللغة العبرية لا يعرف الطفل محتواها، او اجباره على الاعتراف على اطفال آخرين.وتابع التقرير الذي جاء بعنوان (هكذا يعتقل الاطفال) عادة ما يتم اتهام الاطفال بمجموعة من التهم الجاهزة التي تتنوع من رمي الحجارة، محاولة اطلاق نار، تجنيد لعملية استشهادية، او زرع عبوات، وعلى الطفل ان يعترف بها جميعاً او بعضاً منها، او يجبر على التوقيع على افادة باللغة العبرية تتضمن هذه التهم، وبخصوص تهمة التجنيد لتنفيذ عملية استشهادية، فحتى لو كان ذلك مجرد مزاح بين الاطفال او حديث عابر او دردشة او (فشة خلق)، فإنه يتم التعامل معه على انه محاولة للشروع بالتنفي.
واحيانا يعترف طفل بأنه تحدث في هذا الموضوع مع عدة اطفال دون وجود نية حقيقية للتنفيذ، ويتم اعتقال هؤلاء الاطفال والتحقيق معهم على هذه الخلفية، ويحالون للمحاكمة التي قد تفرض عليهم احكاماً بالسجن عدة سنوات، غالبا من خمس سنوات فأكثر. والتقت محامية وزارة الاسرى موران خوري عددا من الاطفال المعتقلين في سجن مجدو.
منهم الطفل سمير عشيبي، 17 عاما، من عسكر اعتقل بتاريخ 91-8- 4002، الساعة الثالثة والنصف فجراً، حين اقتحمت قوات الاحتلال منزل اسرته، واقتادته مقيدا ومغمض العينين قبل ان ينهال الجنود عليه بالضرب ما ادى الى حدوث كسور في فكه، ونقل الى حوارة وبقي هناك حتى اليوم التالي، ثم نقل الى مركز تحقيق (بيتاح تكفا)، ومن هناك نقل الى غرف العملاء في معتقل مجدو، واعيد الى بيتاح تكفا ومن ثم مرة اخرى الى مجدو حيث هو موجود الآن وافاد سمير لمحامية الوزارة انه لم يلتق عائلته منذ لحظة اعتقاله، وان الصليب الاحمر لم يزره حتى الآن.
واشار التقرير الى حالة الطفل عدي قاطوني، 17 عاما، من مخيم العين، حيث اعتقل منذ سنة ونصف السنة، وحكم عليه بالسجن اربع سنوات ويقبع في معتقل مجدو، واقتيد لحظة اعتقاله الى معسكر حوارة ومن ثم المسكوبية وتلموند واخيرا مجدو.تضمنت لائحة اتهام عدي عدة بنود منها: محاولة اطلاق نار، تجنيد استشهادي، العضوية في تنظيم عسكري، عبوات ناسفة اضافة الى حالة الطفل محمد ابو ذراع، 16 عاما، من مخيم بلاطة، اعتقل من معبر الكرامة بتاريخ 9-8-4002، اثناء عودته من الاردن، اقتيد الى معسكر سالم، ومن ثم الى معسكر حوارة، ثم سالم واخيراً مجدو. والده شهيد، عمته لطيفة ابو ذراع اسيرة في سجن تلموند. ومتهم بمحاولة تنفيذ عملية استشهادية لكنه اكد للمحامية انها تهم باطلة ولا اساس لها من الصحة، لم يزره احد من عائلته او اي من مندوبي الصليب الاحمر حيث انه ممنوع من الزيارة، ويعاني محمد من ضعف دم ولم يتم تقديم العلاج له رغم طلبه المتكرر بهذا الشأن.
|