وَسَطِيَّةٌ في ديننا وكتابُ
ما نالها عنفٌ ولا إرهابُ
وَسَطِيَّةٌ نمضي بنهجٍ نيِّرٍ
لا يلتقي جهلٌ بها وحِرابُ
الخارجون بفتنةٍ عَبَثيَّةٍ
سلكوا طريقَ المارقين وخابوا
صنعوا الجهالة، ألبسوها فِكْرَهم
مُتَعَالِمون تأوَّلوا وارتابوا
ألْقَوا شموسَ الحقِّ خلفَ ظهورِهم
دربُ الضلالةِ ظلمةٌ وخرابُ
يا قسوةَ الجهلِ الذي قد جرَّهم
للبغي زيَّنه الهوى الغلاَّبُ
رسموا بكَعْبِ سلاحِهم غاياتِهم
ودماءُ كلِّ الآمنين خِضابُ
خانوا عقيدتَهم وخانوا أرضَهم
واغتيل في صُبْحِ الحياةِ شبابُ
من ذا يقودُ فلولَهم وعقولَهم؟!
وانهارَ من وجَعِ السؤالِ جوابُ!!
حملوا بجُرْمِ فِعَالِهم أكفانَهم
كلُّ الذي قد أمَّلوه سَرَابُ
في كلِّ بيتٍ أضرموا نارَ الأسى
في كلِّ قلبٍ حرقةٌ وعذابُ
ذرفتْ مآذنُنا، وصاحتْ أرضُنا
وبكى لهولِ مصابِنا المحرابُ
يا صورةَ البغي التي لاحتْ، بها
ليلٌ كئيبٌ جاثمٌ وغُرابُ
خَفَتَتْ مشاعلُ دعوةٍ، وتعطَّلتْ
كفُّ العطاءِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ!!
والعالمُ الغربيُّ يَنفُثُ غِلَّه
وننالُ منه صَغَارةً، ونُعابُ!!
سيبدِّدُ العتماتِ، يقبرُ ليلَها
صبحٌ نديُّ باسمٌ جذَّابُ
دينٌ يفيضُ محبةً وأُخُوَّةً
للسائرين منارةٌ وشِهابُ
فيه الهدايةُ أشرقتْ أنوارُها
فيه السماحةُ منبعٌ مُنسابُ
في فتحِ مكةَ إذ عفا خيرُ الورى
طلقاءُ قال وما دعاه سِبابُ
ويعاهدُ الذِّمِّيَّ، يحفظُ حقَّه
ويزوره إذْ يعتريهِ مُصابُ
قبسٌ إلهيُّ، ونهجٌ خالدٌ
ذا دينُنا نورُ الهدى الخَلاَّبُ
تمضي بلادي في ظلالِ شريعةٍ
سيفٌ يصونُ ترابَها وكتابُ
وطنٌ يُحَلِّقُ رفعةً وقَداسةً
وطنٌ بسِفْرِ الشامخين مُهَابُ
وطنٌ يَلُفُّ المجدَ في أعطافِه
وطنٌ يُزَمْجِرُ للعِدَا وثَّابُ
والأُسدُ تبقى في العرينِ مُهَابَةً
وإذا تُمَسُّ تَكَشَّرتْ أنيابُ