** يأسرك الأديب بأسلوبه فيما يبدع، وبكلامه الأدبي فيما يقول، ذلك أنه ذو ذوق نقي وفكر صاف وتوجه ثقافي مطلع وبعلم متسع، إنه الأديب المصري الراحل الأستاذ محمد عبد الغني حسن ، الإنسان القادم من بلد الجمال (المنصورة) والخريج الدرعمي من دار العلوم بالقاهرة.
له إنتاج موضوعي الثقافة فني الأسلوب في الأدب، رائع الصفاء في التفكير، متعدد في الأداء والروعة البديعية في البيان. كتابه (مي زيادة أديبة الشرق والعروبة) خير برهان في هذا الصدد. وأحلى عنوان في موضوعاته السلسلة.
لقد صور ميّا كما صور الشعراء قريناتهم الأديبات الشواعر ، لا من حيث القرب أو النسب، ولكن من حيث الروعة والجمال، والأدب والمقال والفكر والتأمل، إن من أراد التعرف على ثقافة الآنسة مي يجده في كتاب أديبنا عبد الغني حسن ، فقد التقط لها صوراً فكرية وسوراً فنية وصفحات مشرقة من البيان والأدب والمعرفة والثقافة والفن وجماله والفكر والأصالة.
كتاب (مي) لهذا الأديب نموذج مثالي لذوق الإنسان الأديب والمفكر والشاعر والفنان الأديب، والمصور المبدع، إنه يمثل محمد عبد الغني حسن الذواقة بما في الكلمة من معنى وفكرة وقيمة، لقد كتب فصولاً عن شعرها المتعدد الألوان من حيث الصور والمعاني والإشراقة والبيان والفن والجمال، وكتب عن تأملاتها في الأدب والحياة، وتجربتها الودية في الحب والحنان.
وما أروع هذه الأديبة الشاعرة وهي تحلق في سماء البيان، بقلمها لتسطر الكلمات الرائعة والعبارات الأنيقة، من أدبها اقتطف هذه الكلمات السامية الرائعة التي سطرتها من نور، نور الأدب الإنساني الرحب:
(أؤمن بإله واحد! نعم يا إلهي، أؤمن بأنك واحد لا إله إلا أنت، وأنك أنت خلقتنا): مي زيادة أديبة الشرق والعروبة.
فاروق صالح باسلامة |