لم نسمع أبداً أن القاتل خضع لتوسلات القتيل قبل أن يقتله.. ولم نسمع أبداً أن إسرائيل خضعت لأية اتفاقية من اتفاقيات السلام عبر تاريخها المليء بالقاذورات والجرائم.. لم نسمع أبداً أن دولة مسيحية حدث فيها واحد في المليون مما تفعله إسرائيل في فلسطين ولم يقم العالم كله في وجه الدولة المعتدية.. لم نسمع أبداً أن أمريكا لم تستخدم حق الفيتو في أي قرار ضد إسرائيل.. وكذلك لم نسمع أبداً كل هذه الصرخات الفلسطينية من أسر الشهداء ومن الدماء المراقة في شوارع المدن الفلسطينية.. نعم لم نسمع بكاء الثكالى في فلسطين أو العراق.. لم نسمع ولم نرَ أعين الأطفال اليتامى.. ولم يتحرك لنا رمش من رموش أعيننا بكاء على كل من من مات في أرض مسلمة أو أرض عربية.. ضحايا الديمقراطية الأمريكية في العراق يتزايدون وضحايا محاولات التحرير في فلسطين يتزايدون.. ولم تتحرك هيئة من الهيئات العالمية أو دولة من الدول التي لها علاقات على مستويات مختلفة سواء مع إسرائيل أو أمريكا بأكثر من الشجب والإدانة..
إلى متى يبقى هذا الذل الذي يقاسيه هذا الشعب الأعزل (الفلسطيني) وإلى متى نرضى نحن (كل من هم خارج فلسطين أو العراق) بأن تكون لنا علاقات مع الأيدي التي تتقطر منها الدماء المسلمة؟!.. لماذا لم نسمع عن دولة قطعت علاقات التطبيع مثلاً مع إسرائيل.. أو اغلقت مكاتبها الدبلوماسية في الدولة العبرية؟!.
الشهداء في فلسطين خلال خمسة أيام فقط وحتى كتابة هذه المقالة بلغ عددهم 75 شهيداً.. أغلبهم من الأطفال.. ولا تزال الآليات العسكرية الثقيلة تجتاج المدن.. ولا تزال إسرائيل تمارس حربها ضد هذا الشعب الأعزل وتتباهى بهذه القوة التي إن نمت فإنما تنم عن ضعف وهزال في القيادة الإسرائيلية لأن القوي هو من استعرض قوته أمام نظير له.. والحقير الدنيء هو من استعرض هذه القوة ضد من لا يملك جزءاً منها..
ورغم كل هذه المجازر الإسرائيلية في فلسطين إلا أن الصهاينة عجزوا عن إخضاع هذا الشعب الجسور الصامد بإيمانه بالله.. ورغم القتل والإبادة تجد الصبر والجلد سلاح هذا الشعب القوي الذي لا يملك من الأسلحة إلا الحجارة وحينما يدافعون عن أنفسهم لا تملك أمريكا حامية الاحتلال الصهيوني إلا وصفهم بالإرهابيين..
ولست أدري من الإرهابي المعتدي أم المعتدى عليه.. القاتل أم المقتول ؟!.. ولا نزال نصمت باسم السلام.
|