قولوا ما شئتم.. أدبنا راكد.. خامل.. مرة ثانية.. راكد.. خامل!! فلن نرد لأننا لا نملك أن نرد، ولأنكم لا تستطيعون تبين الكلمات. آذاننا تعوم فيها كلماتكم في حالة كالحمى، عندما يفتح الواحد صحيفة يكاد يقسم لنفسه أنه سيعثر على إحدى هذه الاسطوانات.
دعوني أحلف لكم.. كياننا متخم بهذه العبارات..عيوننا.. آذاننا.. أنوفنا حتى شبعت من هذه الوجبات البائتة بلا ملح..
لماذا حين يريد أحد أن يكتب يعلن عن نفسه بهذه الطريقة؟! لماذا لا يقول انه أبو الأدب.. وجد الأدباء.. ثم يسكت؟!
لماذا يتناول الأحجار بهذه الطريقة السقيمة في محاولة لهدم ما بني؟!
دعوا هذا (الادب) يمشي خطوة، خطوة ونصفا، اغمضوا عيونكم.. أقفلوا أفواهكم.. دعوه يمشي خطوات أخرى.. ضعوا أصابعكم في آذانكم.. ثم حين تحسون بأنه قطع مسافة ما.. لا تحاولوا ابتلاع هذه المسافة بطريقتكم هذه!!
أكيد، أدبنا بحاجة إلى جهد أكثر.. ولكن ليس إلى الدرجة التي تجعلكم تقيمون المآتم وتجمعون الندابات بهذا الشكل المفزع.
البعض يحلمون بأن يصبحوا ذات يوم شيئا كبيرا، فيبدؤون بقراءة الفاتحة على روح الأدب ليؤكدوا للناس بهذا الاسلوب أنهم (فهمانين) أكثر من اللازم.
والآخرون تقفر أذهانهم.. يطن الفراغ في رؤوسهم وأمام الاعمرة البيضاء الملحة يبدؤون نثر النعي والعزاء..
قفوا أعزائي، ان كان أدبنا مات -على رأي سابقيكم- منذ سنوات، فلماذا اذن تلحون علينا بهذه الذكرى الأليمة؟!! لماذا تحاولون زرع الحزن في نفوسنا؟! هي..هي.. هذا يكفي.. لسنا بحاجة إلى البقاء أكثر.. وحدكم تحركوا أيها العمالقة.. الميدان خلا الا منكم.. املؤوه نشاطا.. طيروا.. حلقوا.. أيها العمالقة.. أدبنا مات!! رحمة الله عليه! البقية في حياتكم!! عظم الله أجركم!! كفى.. كفى..
ابحثوا عن طريقة للدعاية لأنفسكم، أحسن من هذا الإعلان المستهلك!! لقد جمدت عيون خلق الله من البكاء!!
|